برز الأثر الاقتصادي لاستحقاقات المغرب الرّياضية المقبلة، وفي مقدّمتها كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، بشكل واضح في أداء شركات قطاع البناء، حيث سجّل إدراج الشّركة العامّة للأشغال بالمغرب (SGTM) في بورصة الدار البيضاء نتائج لافتة منذ انطلاق تداول سهمها.

ومنذ فتح رأسمال الشّركة للاكتتاب مطلع دجنبر الجاري، عرف سهم SGTM مسارًا تصاعديًا قويًّا، إذ أنهى جلسة تداول يوم الخميس عند مستوى 899 درهمًا، محقّقًا مكاسب تفوق 114 في المائة مقارنةً بسعر الطّرح الأوّلي المحدّد في 420 درهمًا.

وبحسب معطيات رسميّة لبورصة الدار البيضاء، تحقّق هذا الأداء خلال ثماني جلسات فقط من بدء التّداول الفعلي للسّهم في 16 دجنبر، حيث سجّل زيادات يوميّة متتالية عند الحد الأقصى المسموح به، مدفوعًا بطلب مرتفع من المستثمرين، ما قرّبه من عتبة 1000 درهم.

ويُصنّف إدراج SGTM ضمن أنجح عمليّات الطّرح العام الأوّلي في تاريخ السّوق المالية المغربية، بعدما بلغت قيمة العمليّة نحو 5 مليارات درهم، بمشاركة أكثر من 170 ألف مكتتب، وطلبات إجمالية تجاوزت 170 مليار درهم، وهو رقم يعكس اتّساع قاعدة المستثمرين الأفراد.

وتزامن هذا الأداء مع فوز الشّركة بصفقة الأشغال التّكميلية لملعب الأمير مولاي الحسن بالرباط، أحد الملاعب المعنيّة باستضافة كأس أمم إفريقيا 2025، كما جاء بعد نحو ستّة أشهر من فوز تحالف يضم SGTM وTGCC بصفقة تشييد ملعب الحسن الثاني بمدينة ابن سليمان، الذي يُعد الأكبر عالميًا بطاقة استيعابية تبلغ 115 ألف متفرّج، وبتكلفة تناهز 3.2 مليارات درهم.

هذا الزّخم انعكس على موقع الشّركة داخل البورصة، إذ ارتقت خلال أيّام قليلة من المرتبة الحادية عشرة إلى السّادسة من حيث القيمة السّوقية، التي قاربت 53.9 مليار درهم، وفق بيانات السّوق.

وتشير مؤشّرات التّداول إلى استمرار تسجيل دفتر طلبيّات شراء السّهم مستويات مرتفعة يوميا، مقابل عرض محدود، في ظل ترقّب عدد من المساهمين لمواصلة المنحى الصّاعد خلال الأسابيع المقبلة.

ويربط محلّلون هذا الإقبال بثقة المستثمرين في الأسس المالية والاقتصادية للشّركة، باعتبارها أحد أكبر الفاعلين الوطنيين في قطاع الأشغال العمومية، إضافةً إلى حجم مشاريعها قيد الإنجاز، الذي يناهز 40 مليار درهم، خاصّةً تلك المرتبطة بالملاعب والبنيات التّحتية الخاصّة بتنظيم كأس العالم 2030.

وتستفيد SGTM من الدّينامية الاستثمارية التي تشهدها المملكة، لا سيما في مشاريع البنية التّحتية الكبرى، من تأهيل الملاعب وتوسعة المطارات وشبكات السّكك الحديدية والطّرق السيّارة، إلى جانب مشاريع السّدود ومحطّات تحلية مياه البحر.

وفي السّياق ذاته، فازت الشّركة خلال الفترة الأخيرة بصفقات استراتيجية جديدة تفوق قيمتها 15 مليار درهم، من بينها مشاريع لتوسعة مطار محمد الخامس الدّولي، ما يعزّز توقّعات نمو مداخيلها خلال السّنوات المقبلة.

وتضم محفظة إنجازات SGTM عددًا من المشاريع الكبرى، من بينها ملعب الأمير مولاي عبد الله، وملعب مراكش الكبير، والمسرح الكبير بالرباط، وخط القطار فائق السّرعة بين طنجة والقنيطرة، وميناء الناظور غرب المتوسّط، وبرج اتّْصالات المغرب، إلى جانب مطاري الدار البيضاء محمد الخامس ومراكش المنارة.