كشفت دراسة طبيّة حديثة، أعدّها باحثون من كليّة “فاينبرغ” للطّب بجامعة “نورث ويسترن” الأمريكيّة، عن وجود ارتباط مقلق بين ارتفاع ضغط الدّم في سن الطّفولة وخطر الوفاة بأمراض القلب في مراحل متقدّمة من الحياة.

ونُشرت نتائج الدّراسة في دوريّة Journal of the American Medical Association، حيث أظهرت البيانات أنّ الأطفال الذين عانوا من ضغط دم مرتفع في عمر السّابعة، واجهوا احتمالًا أعلى للوفاة بسبب أمراض قلبيّة خلال منتصف الخمسينات من العمر، مقارنةً بأقرانهم الذين لم تظهر لديهم هذه المشكلة الصحيّة في سن مبكّرة.

واعتمدت الدّراسة على تتبّع الحالة الصّحيّة لـ نحو 38 ألف طفل وُلِدوا بين عاميْ 1959 و1966، وتمّ تشخيص عدد منهم بارتفاع ضغط الدّم في طفولتهم. وقد تابع الباحثون وضعهم الصحّي حتّى بلوغهم سن الرّابعة والخمسين، حيث تبيّن أنّ نحو 500 شخص من العيّنة توفّوا بسبب أمراض مرتبطة بالقلب.

وقالت رئيسة الفريق البحثي إنّ الدّراسة وجدت أنّ ارتفاع ضغط الدّم لدى الأطفال، يرفع من خطر الوفاة بأمراض القلب بنسبة تتراوح ما بين 40% و50% على مدى الحياة، حتّى في الحالات التي لم تتجاوز فيها مؤشّرات الضّغط “الحدود الطبيعيّة” ولكن كانت قريبة منها.

وأشارت الدّراسة إلى أنّ ضغط الدّم المرتفع يُعدّ من العوامل الصّامتة التي تؤثّر سلبًا على صحّة القلب والأوعية الدّمويّة، وقد تبدأ أضراره بالتّراكم منذ مراحل مبكّرة جدًّا من العمر، دون أن تظهر أعراض واضحة.

ويُذكر أنّ فرط ضغط الدّم هو حالة مزمنة يكون فيها الضّغط الممارس من الدّم على جدران الشّرايين مرتفعًا باستمرار، ما يؤدّي إلى إجهاد عضلة القلب وتلف الأوعية الدّمويّة بمرور الوقت. وهو ما يرفع خطر الإصابة بـ النّوبات القلبيّة، السّكتات الدّماغيّة، وتصلّب الشّرايين.

وتدعو نتائج هذه الدّراسة إلى مراجعة شاملة للسّياسات الصحيّة الوقائيّة، مع التّركيز على رصد ضغط الدّم لدى الأطفال كجزء من الفحوصات الرّوتينيّة، لتفادي تبعات صحيّة خطيرة في مراحل لاحقة من الحياة.