في أجواء من الاعتزاز الوطني والوفاء لروح المسيرة الخضراء المظفّرة، تواصل مدينة بوجدور، في اليوم الثّالث على التّوال، تخليد الذّكرى الخمسين لهذا الحدث التّاريخي، عبر تنظيم فعّاليات متعدّدة همّت تتبّع المشاريع التّنمويّة الجارية، وتدشين عدد من المرافق الحيوية التي تجسّد التّحوّل العميق الذي شهده الإقليم خلال العقود الخمسة الماضية، والتّنمية المتجدّدة التي رسم ملامح هندستها جلالة الملك محمد السّادس نصره الله في قلب الصّحراء المغربيّة.

وتندرج هذه الفعّاليات ضمن محطّة جديدة من القافلة الإعلامية الجهويّة، التي حطّت رحالها ببوجدور لتوثيق الدّينامية التّنمويّة المتواصلة في الأقاليم الجنوبيّة، والوقوف على حجم الإنجازات التي تحقّقت بفضل الرّؤية الملكيّة السّديدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
عامل إقليم بوجدور: قيادة ميدانية ورؤية تنمويّة واضحة
اِستقبل السيّد إبراهيم بن إبراهيم، عامل إقليم بوجدور، الوفد الإعلامي بحفاوة كبيرة، مبرزًا أنّ ما تحقّق من منجزات نوعيّة بالإقليم منذ استرجاعه إلى حضن الوطن سنة 1975، يجسد الإرادة الرّاسخة لبناء مستقبل مزدهر ومستدام للأقاليم الجنوبيّة، بفضل العناية السّامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ورؤيته المتبصّرة في جعل الأقاليم الجنوبيّة للمملكة نموذجًا للتّنمية والازدهار.
وأكّد السيّد العامل خلال لقائه بالوفد أنّ بوجدور أصبحت نموذجًا للإقلاع المحلّي بفضل المشاريع المتكاملة في قطاعات التّعليم، والبنيات التّحتيّة، والاقتصاد الاجتماعي، مشيرًا إلى أنّ المقاربة المعتمدة تقوم على العمل الميداني، والتّتبّع المستمر، وتعبئة مختلف الفاعلين المحليّين من أجل تنزيل النّموذج التّنموي الجديد للأقاليم الجنوبيّة على أرض الواقع.
مشاريع تعليميّة واجتماعيّة تُعزّز العدالة المجالية
اِطّلع الوفد الإعلامي على سلسلةٍ من المشاريع ذات البعد الاجتماعي والتّربوي التي أشرف عامل الإقليم على تدشينها، من بينها مدرسة عبد الله سيبويه الابتدائيّة، وتوسعة مدرسة النّهضة، وافتتاح قاعة متعدّدة الوسائط بثانوية النّصر التّأهيليّة، فضلًا عن مشروع تجهيز وحدات التّعليم الأوّلي.
وتندرج هذه المشاريع في إطار رؤية شمولية تهدف إلى تحسين جودة التّعليم وتكريس مبدأ تكافؤ الفرص، بما ينسجم مع أولويّات النّموذج التّنموي، الرّامي إلى تعزيز الرّأسمال البشري وتأهيل الأجيال الصّاعدة.
منشآت ثقافية ومشاريع اقتصاديّة رائدة
وقد شهد اليوم الثّالث من الاحتفالات، أيضًا، إعادة افتتاح قاعة العروض بالمركز الثّقافي بعد إعادة تأهيلها وتجهيزها، وتنظيم معرض للصّور يوثّق لذاكرة المدينة ومسارها التّنموي. كما تمّت زيارة السّوق العصري للخضر والفواكه، وموقع مشروع منطقة الأنشطة الاقتصاديّة، الذي يمثّل رافعةً استراتيجيّة للنّهوض بالاقتصاد المحلّي.

ويُنتظر أن تشكّل هذه المنطقة الصّناعيّة، التي تبلغ كلفتها الإجماليّة أزيد من 21.6 مليون درهم، منصّةً متكاملة لاحتضان الأنشطة الإنتاجيّة والخدماتيّة، عبر تجهيز 118 بقعة صناعية تتوفّر على شبكات التّطهير والماء والكهرباء، وتهيئة الطّرق بالإسفلت والبنيات الأساسيّة المرافقة.

بوجدور.. من الهامش إلى واجهة التّنمية بالأقاليم الجنوبيّة
ما وقفت عليه القافلة الإعلامية من مشاريع منجزة وأوراش مفتوحة، يعكس حجم التّحوّل البنيوي الذي عرفه الإقليم خلال نصف قرن، إذ انتقلت بوجدور من منطقة هامشيّة إلى واجهة تنمويّة صاعدة، بفضل الاستثمارات الكبرى في البنيات التّحتّية، والتّعليم، والثّقافة، والاقتصاد الاجتماعي.

ويكرّس هذا التّقدّم الملموس نجاح النّموذج التّنموي الخاص بالأقاليم الجنوبيّة، الذي أرسى دعائمه جلالة الملك محمد السادس، والقائم على الجهويةّ المتقدّمة، والعدالة المجالية، وضمان كرامة المواطن.

آفاق واعدة ومسار مستمر
تُبرز المؤشّرات الحاليّة، أنّ إقليم بوجدور يسير بخطى واثقة نحو تعزيز موقعه الاقتصادي والاجتماعي، بفضل رؤية تنمويّة متكاملة يقودها عامل الإقليم، السيّد إبراهيم بن إبراهيم، بتنسيق مع مختلف الفاعلين المحلييّن. كما أنّ حجم الإنجازات المحقّقة خلال خمسين سنة يؤكّد أنّ المسيرة الخضراء لم تتوقّف عند الحدود الرّمزيّة للتّحرير، بل امتدّت إلى معركة البناء والتّنمية التي جعلت من الأقاليم الجنوبيّة نموذجًا مغربيًّا فريدًا في الاندماج والاستقرار.












