في مشهد أثار جدلاً دبلوماسيًّا واسعًا، قاطع الرّئيس الأمريكي دونالد ترامب كلمة الرّئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، خلال قمّة مصغّرة جمعته بعدد من قادة الدّول الإفريقيّة في البيت الأبيض، مطالبًا بتقليص زمن المداخلات، في خطوة اعتبرها مراقبون استخفافًا بالضّيوف الأفارقة وبروتوكول اللّقاء.

الاجتماع، الذي انعقد الأربعاء في واشنطن، ضمّ إلى جانب الغزواني كلًّا من رؤساء السنغال وليبيريا والغابون وغينيا بيساو، ويُعد أوّل لقاء رسمي بين ترامب وقادة القارّة الإفريقيّة منذ عودته إلى السّلطة، في إطار توجّه أمريكي جديد لتعزيز النّفوذ داخل إفريقيا.

وخلال كلمته، استعرض الرّئيس الموريتاني المؤهّلات الجغرافيّة والاقتصاديّة لبلاده، قبل أن يقاطعه ترامب فجأةً، موجّهًا حديثه إلى رئيس غينيا بيساو قائلاً بنبرة حازمة: “ربّما يمكنكم التّعريف بأنفسكم وبلدانكم باختصار، سيكون ذلك رائعًا”، وهو ما أجبر رئيس غينيا بيساو على تقديم مداخلة مقتضبة للغاية.

ردود الفعل تباينت بشأن تصرّف ترامب؛ بين من اعتبره إحراجًا متعمّدًا وتقليلًا من أهميّة الزّعماء الأفارقة، ومن رأى فيه محاولة لضبط الوقت خلال القمّة، التي سرعان ما تحوّلت إلى موضوع للنّقاش في وسائل الإعلام ومنصّات التّواصل الاجتماعي.

وفي كلمته، أشاد الغزواني بدور الولايات المتّحدة في حل النّزاعات الدّوليّة، مبرزًا تطلّعات بلاده نحو شراكة استراتيجيّة مع واشنطن.

وبشأن لقائه بنتنياهو، نفت مصادر رسميّة نقلاً عن قناة الجزيرة القطريّة، أن يكون هناك لقاء يجمع الغزواني برئيس الوزراء الإسرائيلي، على هامش نفس القمّة المصغّرة، ولا وجود لأي نيّة لاستئناف العلاقات مع إسرائيل، عقب ما تمّ تداوله بشأن وساطة أمريكيّة بهذا الخصوص.

ويذكر أنّ موريتانيا كانت قد قطعت علاقاتها مع إسرائيل سنة 2010، احتجاجًا على العدوان على غزّة، بعد مسار تطبيعي بدأ في تسعينيات القرن الماضي.