في خطوة وُصفت بالمفصليّة، تشهد القاهرة خلال الفترة الممتدّة من 3 إلى 5 ماي الجاري، زيارة رفيعة المستوى لوفد إقتصادي وتجاري مغربي، يقوده عمر حجيرة، كاتب الدّّولة المكلف بالتّجارة الخارجيّة، في مسعى لتدشين مرحلة جديدة من التّعاون الإستراتيجي بين المغرب ومصر، بعد أشهر من التّنسيق والإجتماعات الفنيّة رفيعة المستوى.
وتأتي هذه الزّيارة بعد توافق ثنائي على تسوية واحدة من أعقد الإشكالات التي كانت تُثقل كاهل المبادلات التّجاريّة، والمتعلّقة بالقيود الجمركيّة ومعايير ولوج الأسواق، حيث خلُص اجتماع وزاري عُقد بالرباط في 27 فبراير الماضي، إلى تبنّي آليات تنفيذيّة مرنة، من بينها إنشاء خط مباشر للتّنسيق بين المؤسّسات المعنيّة وتفعيل التّبادل الرّقمي للبيانات.
ومن المنتظر أن تُتوّج الزّيارة بتنظيم منتدى أعمال مغربي–مصري، بمشاركة واسعة لمستثمرين ومصدّرين من الجانبيْن، مع برمجة لقاءات ثنائيّة مباشرة (B2B) تهدف إلى فتح آفاق التّعاون في قطاعات واعدة، تشمل صناعة السيّارات، الطّاقات المتجدّدة، الصّناعات الغذائيّة، النّسيج، واللّوجستيك، إلى جانب التّكنولوجيا الحديثة.
وبحسب مصادر دبلوماسيّة مصريّة، فإنّ المنتدى لا يُمثّل مجرد تظاهرة اقتصاديّة، بل يُشكّل انطلاقة فعليّة نحو بناء محور اقتصادي متكامل بين بلديْن يجمعهما طموح مشترك للعب أدوار إقليميّة متقدّمة، خصوصًا في السّوق الإفريقيّة، بالإعتماد على اتّفاقيات مثل أكادير والتّجارة الحرّة القاريّة.
كما سيعرض الجانب المصري خلال المنتدى حزمة تحفيزات موجّهة للمستثمرين المغاربة، تشمل تسهيلات ضريبيّة، ومناطق صناعيّة جاهزة، ومساطر مبسّطة لتأسيس المشاريع، ما يجعل من السّوق المصريّة بوابّة حقيقيّة نحو أسواق الشّرق الأوسط وإفريقيا.
وترى دوائر اقتصاديّة أنّ هذه الدّيناميّة الجديدة تُترجم إرادة سياسيّة قويّة، لدى الرباط والقاهرة، لتحويل الشّراكة الإقتصاديّة من مجرّد نوايا إلى واقع ملموس، عبر مشاريع واستثمارات قائمة على تبادل المنافع وربط المصالح الإستراتيجيّة، في أفق بناء منظومة إنتاج مشتركة تخدم تطلّعات البلديْن.