يواصل المغرب خطواته الحثيثة نحو توطين الصّناعات الدّفاعيّة، عبر شراكات استراتيجيّة مع شركاء دوليّين، آخرها الجمع بين خبرة الشّركة الهنديّة “تاتا” والتّكنولوجيا الإسرائيليّة لشركة “إلبيت سيستمز”، بهدف إنتاج مدرّعات قتاليّة مطوّرة على التّراب الوطني.

مصادر متخصّصة كشفت أنّ المغرب اختار دمج مدافع من عيار 105 ملم و120 ملم من إنتاج “إلبيت سيستمز” ضمن مدرّعات “WhAP 8×8” التي تصنعها “تاتا”، والتي سبق توقيع اتّفاق بشأن تصنيعها محليًّا، في إطار توجّه المملكة لإرساء منظومة دفاعيّة متكاملة.

هذا التّعاون التّقني يأتي بعد الإتّفاق مع “إلبيت سيستمز” أيضًا على إنشاء مصنعيْن في المغرب، ما يتيح إمكانية الجمع بين خطوط الإنتاج الإسرائيليّة والهنديّة لتصنيع مدرّعات أكثر تطوّرًا، بتسليح أثقل وفعّالية أكبر، مقارنة بالنّسخة الأصليّة التي تعتمد على مدفع عيار 30 ملم فقط.

ويتماشى هذا التّوجّه مع ما أكّده الملك محمد السادس مؤخّرًا، في “الأمر اليومي” الموجّه للقوّات المسلّحة الملكيّة، بمناسبة الذّكرى الـ69 لتأسيسها، حيث شدّد على أنّ توطين الصّناعات الدّفاعيّة لم يعد خيارًا ظرفيًّا، بل مسارًا استراتيجيًّا يعكس رؤية المملكة في تعزيز استقلالها الدّفاعي.

العاهل المغربي أبرز أنّ الدّولة وفّرت البنية القانونيّة واللّوجستيكيّة اللّازمة لاستقطاب الشّركاء الدّوليّين، من أجل إرساء صناعة عسكريّة وطنيّة، موضّحًا أنّ نجاح هذا الورش يرتبط أيضًا بتهيئة الظّروف المثلى للعاملين في القطاع العسكري، من حيث التّكوين والإقامة والخدمات.

يُذكر أنّ اتّفاق الشّراكة مع “تاتا” تمّ توقيعه العام الماضي، ضمن حزمة من المبادرات لتطوير قاعدة صناعيّة دفاعيّة مغربيّة، شملت دولًا شريكة كالبرازيل وهنغاريا، وتُعد الهند من أبرزها لِما تملكه من منظومات صناعيّة دفاعيّة متكاملة.

وفي هذا السّياق، أوضح الخبير العسكري حسن سعودي أنّ هذا المشروع يدخل في صلب استراتيجية وطنيّة شاملة، تتطلّب شراكات موثوقة بالنّظر إلى الطّبيعة المعقّدة والمتعدّدة الأطراف للصّناعات الدّفاعيّة، معتبرًا أنّ النّموذج الهندي يمثّل تجربة ناجحة يمكن للمغرب الإستفادة منها، خاصّةً على المستوييْن الإجتماعي والإقتصادي.