بدأت القوات من الجيش المغربي مشاركتها في التّمرين العسكري الدّولي “UNITAS 2025″، الذي تحتضنه الولايات المتّحدة الأمريكيّة على امتداد سواحلها الشّرقيّة، بمشاركة 26 دولة من مختلف القارّات، في واحدة من أوسع المناورات البرمائيّة متعدّدة الجنسيّات على المستوى العالمي. ويُعدّ المغرب الدّولة الوحيدة من إفريقيا والعالم العربي المشاركة في هذه النّسخة.

ووفقًا لمصادر عسكريّة متخصّصة، فقد انطلقت العمليّات العسكريّة من قاعدة “مايبورت” البحريّة بولاية فلوريدا، على أن تمتد لاحقًا إلى قواعد “كامب ليجون” بكارولاينا الشّماليّة و”نورفولك” بفرجينيا، حيث تُنفّذ تدريبات ميدانيّة معقّدة تشمل عمليّات إنزال برّي-بحري، ورمايات بالذّخيرة الحيّة، وتمارين قتال في بيئة حضريّة.

وتميّزت دورة هذا العام بتوظيف أنظمة بحريّة غير مأهولة، مثل الدرونات البحريّة، للمرّة الأولى ضمن التّمارين الميدانيّة، في خطوة تهدف إلى اختبار تكامل التّكنولوجيا الحديثة مع الوسائل القتالّية التّقليديّّة، ضمن مفهوم “الأسطول الهجين” الذي تسعى العديد من الدول لاعتماده في مواجهة التّهديدات البحريّة المستجدّة.

القوّات المغربيّة، إلى جانب وحدات أمريكيّة ودوليّة، ستشارك في مجموعة من التّدريبات المتقدّمة، من بينها عمليّات دعم جوّي قريب، تمارين قتال حضري، عمليّات غوص وإنقاذ، بالإضافة إلى أنشطة تعزيز الجاهزيّة في بيئات عملياتيّة متنوّعة.

ووفقًا لتقديرات البحريّة الأمريكيّة، تضمّ مناورات “UNITAS 2025” ما يقارب 8000 جندي من 26 بلدًا، بالإضافة إلى عدد كبير من القطع البحريّة والغوّاصات والمقاتلات الجويّة. كما يشمل البرنامج ندوات علميّة متخصّصة في مجالات الطّب العسكري والدّفاع السّيبراني ولقاءات لتبادل الخبرات.

وقد صرّح اللّواء البحري كارلوس سارديلو، قائد الأسطول الرّابع للقوّات البحرية الأمريكيّة، بأنّ هذه المناورات تمثّل “فرصة استراتيجيّة لتعزيز التّنسيق والثّقة المتبادلة بين الدّول الشّريكة، وتأكيد وحدتها في مواجهة التّحدّيات الأمنيّة المشتركة.”

وتُجسّد هذه المشاركة المغربيّة التّوجّه الاستراتيجي للمملكة في مجال تطوير قدراتها البحريّة، سواءٌ عبر تحديث عتادها أو من خلال الانفتاح على تجارب عملياتيّة مع جيوش كبرى، ما يرسّخ موقعها كقوّة بحريّة صاعدة في السّاحة الإقليميّة والدّوليّة.

ومن المقرّر أن تُختتم المناورات في السّادس من أكتوبر، بتنظيم فعّاليات رسميّة بمناسبة مرور 250 عامًا على تأسيس البحريّة الأمريكيّة، بمشاركة كبار القيادات العسكريّة من الدّول المشاركة، من بينها المغرب.