أطلقت مجموعة صحراوية ناشئة، تحمل اسم “السّلام والعودة بكرامة”، مبادرة جديدة تدعو من خلالها السّلطات المغربيّة إلى فتح المجال أمام عودة الصّحراويين الرّاغبين في الالتحاق بأرض الوطن، ولمّ شمل العائلات المشتّتة بين مخيّمات تندوف ومناطق الشتّات، التي باتت تعيش في ظروف وصفتها المجموعة بـ”غير الإنسانيّة”.
وتضم المجموعة، التي تمّ الإعلان عن تأسيسها في يونيو الماضي بمدينة نواذيبو الموريتانيّة، عدداً من الصّحراويين المقيمين في موريتانيا وأوروبا، إلى جانب أفراد يعيشون داخل مخيّمات تندوف، من بينهم أطر سياسيّة وعسكريّة سابقة خدمت لسنوات في صفوف جبهة البوليساريو.
وفي بيانٍ رسمي، أوضحت المجموعة أنّ مبادرتها جاءت استجابةً لنداءات متكرّرة من عائلات تعيش وضعاً صعباً في مخيّمات تندوف، مشيرةً إلى أنّ الهدف الأساسي هو ضمان عودة آمنة وكريمة بعيداً عن أي شكل من أشكال الوصاية، أو التّوظيف السّياسي.
وأكّد بادي عبد العزيز، مؤسّس المجموعة وقيادي سابق في البوليساريو، أنّ تأسيس “السّلام والعودة بكرامة” جاء بعد التّصريحات الأخيرة للمندوب المغربي الدّائم لدى الأمم المتّحدة، التي شدّد فيها على ضرورة احترام الاتّفاقيات الدّوليّة لضمان عودة منظّمة ومحميّة للعائدين.
وأضاف عبد العزيز، أنّ المجموعة تؤيّد بشكل صريح مبادرة الحكم الذّاتي التي اقترحتها المملكة المغربية، باعتبارها الإطار العملي الوحيد القادر على إنهاء النّزاع وتحقيق تعايش فعلي داخل الوطن، بعيداً عن منطق الغلبة أو الإقصاء.
وانتقد المتحدّث استمرار الوضع الرّاهن، مشيراً إلى أنّ بعض الجهات الإقليميّة، في إشارةٍ ضمنيّة إلى الجزائر، أصبحت تستغل الملف لتحقيق مصالح سياسيّة لا تخدم مصلحة الصّحراويّين، بل تسهم في تعقيد الحل وتأبيد الأزمة.
وتسعى المجموعة، بحسب مؤسّسيها، إلى حمل هذا الملف إلى الهيئات الوطنيّة والدّوليّة، للمطالبة بفتح قنوات العودة الطوعيّة للمواطنين الصّحراويين، بعيداً عن الضّغوط أو الاستغلال، مع ضمان كامل الحقوق والكرامة للعائدين، بما يعيد الأمل لآلاف العالقين في أوضاع غير إنسانيّة منذ عقود.
ويأتي هذا التّحرّك، في ظل تنامي الأصوات الصّحراويّة المطالبة بطيْ صفحة المعاناة الطّويلة داخل مخيّمات تندوف، والانخراط في مشروع الحكم الذّاتي الذي يحظى بدعم متزايد على السّاحة الدّوليّة كحل عملي وواقعي للنّزاع الإقليمي حول الصّحراء.