شهدت العاصمة المغربيّة الرباط صباح اليوم مسيرة جماهيريّة كبرى، شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين، تعبيراً عن دعمهم الثّابت للقضيّة الفلسطينيّة، ورفضاً للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزّة، الذي دخل عامه الثّاني منذ انطلاق عمليّة “الطوفان” في أكتوبر 2023.

وردّد المتظاهرون شعارات تطالب بوقف فوري للعدوان، ورفع الحصار المفروض على سكّان القطاع، مندّدين بسياسات التّجويع والتّقتيل التي تطال المدنيّين، ومستنكرين ما وصفوه بـ”الصّمت الدّولي المطبق” تجاه الأوضاع الإنسانيّة الكارثيّة في غزّة. كما دعوا إلى تحرّك عاجل من المجتمع الدّولي لوقف نزيف الدّم وحماية الأبرياء.

وجاءت هذه المسيرة بدعوة من “الجبهة المغربيّة لدعم فلسطين وضد التّطبيع”، وبدعم واسع من جمعيّات مدنيّة، وأحزاب سياسيّة، وهيئات حقوقيّة، في مشهد أبرز وحدة الموقف الشّعبي المغربي في نصرة القضيّة الفلسطينيّة. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينيّة ولافتات تعبّر عن التّضامن اللاّمشروط مع الشّعب الفلسطيني، وتندّد بالعدوان الإسرائيلي المستمر.

وتأتي هذه التّظاهرة متزامنةً مع تطوّرات سياسيّة لافتة على صعيد الأزمة، بعد إعلان الرّئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطّة جديدة لإنهاء الحرب، تتضمّن 20 بنداً، أبرزها: وقف إطلاق النّار، تبادل الأسرى، انسحاب تدريجي للقوّات الإسرائيلية، ونزع سلاح “حماس”، مع تشكيل حكومة فلسطينيّة انتقاليّة بإشراف دولي.

وكانت إسرائيل قد أعلنت أمس السبت موافقتها المبدئيّة على تنفيذ “المرحلة الأولى من الانسحاب”، فيما عبّرت حركة “حماس” عن ترحيبها بالخطّة، مؤكّدةً استعدادها لإطلاق سراح رهائن، دون إعلان موقف نهائي بشأن نزع السّلاح. وفي المقابل، حذّر ترامب من أي تباطؤ في التّنفيذ، ملمّحاً إلى “عواقب غير محسوبة” في حال عرقلة مسار الخطّة.

يُشار إلى أنّ المفاوضات الجارية في القاهرة بين الأطراف المعنيّة تتركّز حالياً على وضع آليات تنفيذ هذه الخطّة، في ظل دعم دولي متزايد، ما يبعث الأمل بإمكانية إنهاء المأساة الإنسانيّة في القطاع، التي خلّفت عشرات آلاف الضّحايا منذ بدء العدوان الإسرائيلي.