في خطوة دبلوماسيّة حازمة، اِستدعت وزارة الخارجيّة الإسبانيّة، الإثنين، القائم بأعمال سفارة إسرائيل في مدريد، دان بوراز، للتّعبير عن احتجاجها الشّديد على اعتراض البحريّة الإسرائيليّة لسفينة الإغاثة “مادلين” أثناء إبحارها في المياه الدّوليّة باتّجاه قطاع غزّة.
ووفق ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة، جاء هذا الإستدعاء عقب عمليّة نفّذها الجيش الإسرائيلي فجر الإثنين، استولى خلالها على السّفينة ونقل جميع ركّابها الـ12، من بينهم شخصيّات بارزة في مجال النّضال الإنساني، إلى ميناء أسدود جنوب البلاد.
في السّياق ذاته، أكّد السّفير الألماني لدى الكيان الإسرائيلي، ستيفن سيبرت، أنّ بلاده على تواصل مباشر مع السّلطات الإسرائيليّة بخصوص الموقف، مشيرًا إلى أنّ البحريّة أكّدت سلامة الرّكّاب، وصدرت أوامر بإبعادهم عن الأراضي الإسرائيليّة، مع عرض المساعدة القنصليّة لمواطن ألماني واحد.
وكان مركز “عدالة” الحقوقي قد وجّه رسالة عاجلة للسّلطات الإسرائيليّة يطالب فيها بالكشف عن مكان احتجاز النّشطاء، مؤكّدًا أنّ العمليّة تُمثّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدّولي، خصوصًا أنّ السّفينة كانت في المياه الدّوليّة.
وتشير التّقارير الإسرائيليّة إلى أنّ النّشطاء نُقلوا إلى سجن “جفعون” بمدينة الرملة، حيث جرى تجهيز زنازين منفصلة، وسط تعليمات صارمة من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بمنع إدخال وسائل الإتّصال أو الإعلام إليهم.
العمليّة جاءت بعد تحذيرات إسرائيليّة علنيّة من السّماح للسّفينة بالوصول إلى غزّة، حيث وصفت وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة الرّحلة بأنّها “محاولة غير قانونيّة لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع”.
يُذكر أنّ من بين ركّاب السّفينة، النّاشطة البيئيّة السّويديّة غريتا ثونبرغ، والممثّل الإيرلندي ليام كانينغهام، إلى جانب نشطاء آخرين من جنسيّات متعدّدة، كانوا قد بثّوا مشاهد مباشرة من على متن السّفينة قبل اقتحامها، أظهروا خلالها لحظة اقتراب الزّوارق الحربيّة الإسرائيليّة وطائرات مسيّرة ألقت عليهم مادّة بيضاء مجهولة.