تداولت منصّات إعلامية جزائريّة وصفحات محسوبة على جبهة البوليساريو منذ صباح اليوم الإثنين أخبارًا عاجلة تفيد باندلاع مظاهرات شعبيّة واسعة في مدينة العيون، وفي ما تصفه بـ”المناطق المحتلّة”، احتجاجًا على مشروع الحكم الذّاتي المغربي المدرج في مسودّة مشروع القرار الأمريكي لمجلس الأمن حول الصّحراء المغربيّة.
إلّا أنّ التّدقيق في مصادر الصّور والفيديوهات المصاحبة أظهر بوضوح أنّ المشاهد لم تُلتقط في مدينة العيون المغربيّة، بل في مخيّمات تندوف الجزائريّة، حيث تُدار خيام الصّحراويين تحت إشراف قيادة البوليساريو وبدعم النّظام الجزائري.
ويرى المراقبون أنّ هذا الخلط المتعمّد بين المكانيْن ليس صدفة، بل يعكس أسلوبًا متكرّرًا في الدّعاية التي تحاول من خلالها الآلة الإعلامية الجزائريّة، خلق صورة زائفة لحراك شعبي وهمي في الأقاليم الجنوبيّة المغربيّة. ويستدل على ذلك بأنّ الشّعارات واللاّفتات في المقاطع المصوّرة مكرّرة دائمًا، وتستخدمها الجبهة في كل مناسبة تتعلّق بمناقشة ملف الصّحراء في مجلس الأمن، ما يؤكّد أنّ الاحتجاجات لم تكن عفويّة، بل تحرّكًا منسّقًا من قيادة البوليساريو لاستباق مشروع القرار الأمريكي.
يأتي هذا التّرويج الزّائف قبل جلسة مجلس الأمن لمناقشة مستجدّات قضيّة الصّحراء المغربيّة، والتي يتوقّع أن تجدّد التّأكيد على دعم الحل السّياسي الواقعي وتثبيت مبادرة الحكم الذّاتي المغربيّة كخَيار وحيد للتّسوية، وفق التّقديرات الأوّليّة.
وفي تصريح للقيادي السّابق في البوليساريو ورئيس معهد منتدى البدائل للدّراسات الصّحراوية، ، البشير الدخيل، أكّد الأخير أنّ غالبية الصّحراويين يقيمون في الأقاليم الجنوبيّة للمملكة، ويشاركون بشكل طبيعي في الحياة السّياسية عبر الانتخابات المحليّة والوطنية، بينما قيادات البوليساريو ما زالت أسيرة خطاب السّبعينيات والثّمانينيات وتخضع لتوجيهات الجزائر.
وأوضح الدخيل أنّ ما يحدث في تندوف لا يعكس الواقع في الأقاليم الجنوبيّة، مؤكّدًا أنّ المغرب يضم أكثر من 70% من الصّحراويين الذين يمارسون حياتهم بحريّة ويعبّرون عن اختياراتهم السّياسية ضمن مؤسّسات وطنية ديمقراطية، ما يوضّح الفارق الكبير بين من يمثّل _ فعليًّا _ الصّحراويين، ومن يستخدمهم كورقة سياسية.








