قبل أيّام قليلة من انطلاق المنتدى العالمي الخامس لعلم الاجتماع، الذي تحتضنه مدينة الدار البيضاء بين 6 و11 يوليوز الجاري، فاجأت الجمعيّة الإسرائيليّة لعلم الاجتماع الأوساط الأكاديميّة ببيان مثير، عبّرت فيه عن إدانتها للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزّة، وعبّرت عن أسفها لتعليق عضويّتها من طرف الجمعيّة الدّوليّة.
وجاء البيان بعد تصاعد الضّغوط من طرف أكثر من 230 باحثًا في علم الاجتماع من المغرب وخارجه، الذين وقّعوا عريضة احتجاجيّة لوّحوا فيها بمقاطعة الحدث الدّولي، احتجاجًا على مشاركة ثلاثة باحثين إسرائيليّين، ما دفع الهيئة الدّوليّة إلى تجميد عضويّة الجمعيّة الإسرائيليّة.
في بيانها، عبّرت الجمعيّة الإسرائيليّة عن تضامنها مع ضحايا الحرب، قائلةً: “نشارك الألم والقلق إزّاء الكارثة الإنسانيّة التي تشهدها غزّة”، كما دعت إلى إنهاء القتال والتّوصّل إلى حل سياسي يضمن تحرير الرّهائن ويُنهي النّزاع القائم.
وأكّد البيان أنّ عددًا من علماء الاجتماع في إسرائيل يواصلون، رغم القيود المفروضة، توثيق انتهاكات الحكومة ومناهضتها من خلال الأبحاث والمواقف العلنيّة والمشاركة في الاحتجاجات، معتبرين أنّ تعليق العضويّة لا يُنصف هذه الجهود.
وبينما رأى بعض الأعضاء أنّ القرار يُعد شكلاً مشروعًا من أشكال الاحتجاج على الانتهاكات في غزّة، اعتبره آخرون إجراءً مُجحفًا، يُهدّد ما تبقّى من المساحات النّقديّة داخل المجتمع الإسرائيلي، بل وقد يُستغل من طرف اليمين لقمع المزيد من الحريّات الأكاديميّة.
وختمت الجمعيّة الإسرائيليّة بيانها، بالتّأكيد على أهميّة الحفاظ على قنوات الحوار الأكاديمي، قائلةً: “نتمسّك بعلم الاجتماع كعلم نقدي قادر على مقاومة الظّلم، ونأمل أن تُعيد الجمعيّة الدّوليّة النّظر في قرارها مستقبلًا”.