في خطوة ماليّة نوعيّة، نجح المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) في استقطاب طلبات اكتتاب غير مسبوقة من المستثمرين الدوليين، بلغت قيمتها نحو 7 مليارات دولار، وذلك مقابل إصدار سندات بقيمة 1.75 مليار دولار، ضمن خطة طموحة لتمويل المرحلة الثانية من برنامجه الاستثماري الممتد إلى عام 2030.
وتمثل هذه العملية ثاني أكبر إصدار في تاريخ المجموعة بعد سندات أبريل 2024، حيث أكّد بلاغ صادر عن المجموعة يوم الأربعاء أن الطلب على السندات تجاوز أربع مرات القيمة المعروضة، ما يعكس جاذبية المجموعة في الأسواق المالية الدولية رغم التحديات الاقتصادية العالمية.
وينقسم هذا الإصدار إلى شريحتين: الأولى بقيمة 750 مليون دولار لمدة 5 سنوات بنسبة فائدة 6.10%، والثانية بقيمة مليار دولار لمدة 10 سنوات بنسبة فائدة 6.70%. وقد تم جذب المستثمرين من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، أوروبا، الشرق الأوسط، وآسيا، إلى جانب المغرب.
وتسعى المجموعة، حسب نفس المصدر، إلى توجيه هذا التمويل نحو تعزيز مشاريعها في مجال الاقتصاد الأخضر، خصوصًا في ما يتعلق بتوسيع القدرات الإنتاجية، والاستثمار في حلول تدبير المياه والطاقات المتجددة، إضافة إلى تطوير إنتاج الأمونياك الأخضر، في سياق يدعم سيادتها الصناعية ومكانتها العالمية في مجال الأسمدة.
وأوضح مصطفى التراب، الرئيس المدير العام لـOCP، أن هذا الإنجاز المالي “يعكس الثقة القوية للمستثمرين في متانة أداء المجموعة واستراتيجيتها المستدامة”، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة جاءت في لحظة مناسبة أعقبت اضطرابات السوق المرتبطة بقرار تجاري أمريكي في أبريل الماضي.
ووفق البيانات المالية للمجموعة، فإن المكتب الشريف للفوسفاط حقق رقم معاملات بلغ 97 مليار درهم مع متم سنة 2024، ما يعادل حوالي 10.4 مليار دولار، مسجلًا نموًّا واضحًا مقارنة بالعام السابق، مدفوعًا بارتفاع الصادرات وتحسن الأسعار الدولية.
كما سجل قطاع الأسمدة الفوسفاطية نموًّا بنسبة 11%، فيما ارتفعت صادرات سماد TSP بـ48% لتشكّل 21% من إجمالي صادرات الأسمدة، مقابل 15% سنة 2023، بينما ارتفعت مبيعات الحمض الفوسفوري بنسبة 28%، مقابل تراجع بـ35% في رقم معاملات الصخور الفوسفاطية.
هذه النّتائج تؤكّد التّوجّه الصّاعد للمجموعة نحو تعزيز ريادتها الدولية، وتحقيق نمو مستدام قائم على الابتكار والتوسع الذكي في الأسواق العالمية.