في خضم تصاعد التّوتّرات العسكريّة بين إسرائيل وإيران، وجّهت الولايات المتّحدة، اليوم الخميس، تحذيرًا واضحًا إلى “حزب الله” اللّبناني، داعيةً إيّاه إلى تجنّب الانخراط في الصّراع القائم، ومؤكّدةً أنّ تدخّله سيكون بمثابة “قرار سيّء للغاية”.

جاء ذلك على لسان توماس باراك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا وسفير الولايات المتّحدة لدى تركيا، خلال زيارة رسميّة للعاصمة اللّبنانيّة بيروت، حيث أجرى مباحثات مع عدد من كبار المسؤولين اللّبنانيّين.

وخلال مؤتمر صحفي أعقب لقاءه مع رئيس مجلس النواب اللّبناني نبيه بري، المقرّب من “حزب الله”، قال باراك ردًّا على سؤال بشأن تداعيات انضمام الحزب إلى النّزاع: “يمكنني أن أقول نيابة عن الرئيس دونالد ترامب، الذي كان واضحا جدّا في التّعبير عن رأيه كما فعل المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، إنّ ذلك سيكون قرارا سيّئا للغاية.. جدّا جدّا”.

تأتي هذه التّصريحات في وقت يشهد فيه الإقليم تصعيدًا لافتًا، حيث تتواصل الضّربات المتبادلة بين طهران وتل أبيب لليوم السّابع على التّوالي، وسط تحذيرات متزايدة من توسع رقعة المواجهة لتشمل أطرافًا جديدة.

وفي السّياق ذاته، شدّدت واشنطن خلال زيارة باراك على ضرورة “سيطرة الدّولة اللّبنانيّة الكاملة على جميع الأسلحة”، وهو المطلب الذي ناقشه مع الرّئيس اللّبناني جوزيف عون.

من جهتها، أعربت جماعة “حزب الله” عن تضامنها مع إيران عقب الهجمات الإسرائيليّة، مندّدةً بالتّصعيد العسكري، لكنّها لم تُصدر أي تهديدات مباشرة بالرّد. واكتفت بالتّحذير من أنّ “التّهديدات ضد الزّعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي ستكون لها عواقب وخيمة”.

وكانت تقارير إعلاميّة قد نقلت عن مصدر داخل “حزب الله”، عقب الضّربات الإسرائيليّة الأخيرة، أنّ الجماعة “لن تشن هجوما على إسرائيل ردّا على ذلك”، وهو ما فُسّر حينها على أنّه محاولة لتفادي الانجرار المباشر إلى النّزاع.