في تصعيد جديد للتّوتّرات البحريّة بالشّرق الأوسط، تعرّضت سفينة شحن تحمل علم ليبيريا، وتعود ملكيّتها لجهات يونانيّة، لهجوم مسلّح عنيف قبالة السّواحل الجنوبيّة الغربيّة لليمن، وذلك وفق ما أفادت به كلٌّ من هيئة عمليّات التّجارة البحريّة البريطانيّة وشركة “أمبري” البريطانيّة المتخصّصة في الأمن البحري.

وأوضحت المعطيات أنّ السّفينة “ماجيك سيز” كانت تبحر على بُعد نحو 51 ميلاً بحريًّا جنوب غرب مدينة الحديدة، عندما تعرّضت لإطلاق نار مكثّف وقذائف صاروخيّة مصدرها ثمانية زوارق صغيرة. وقد أسفر الهجوم عن اندلاع حريق على متن السّفينة، وتسرّب كميّات من المياه إلى داخلها، في حين تصدّى فريق أمني مسلّح كان على متنها للهجوم.

ولم تُعلن أي جهة، إلى حدود مساء الأحد، مسؤوليّتها عن العمليّة، في وقتٍ لا تزال فيه المنطقة البحريّة الواقعة بين البحر الأحمر ومضيق باب المندب تعيش على وقع تهديدات متكرّرة منذ أشهر، مع تصاعد التّوتّر في الإقليم على خلفيّة الحرب في غزّة، وتداعياتها على العلاقات الأمريكيّة الإيرانيّة.

ورغم إعلان الرّئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مايو الماضي، عن وقف الهجمات على الحوثيّين بعد ما وُصف باتّفاق غير مباشر بين الطّرفيْن لخفض التّصعيد، فإنّ التّهديدات عادت إلى الواجهة في يونيو، بعد أن توعّدت جماعة الحوثي باستهداف السّفن الأمريكيّة في حال واصلت واشنطن دعمها للهجمات الإسرائيليّة على إيران.

ويُشار إلى أنّ جماعة الحوثي المدعومة من إيران تبنّت منذ نونبر 2023 أزيد من 100 هجوم على سُفن شحن دوليّة، ضمن ما تعتبره دعمًا لفلسطين في حربها ضد إسرائيل، ممّا أدّى إلى إغراق سفينتيْن، والاستيلاء على أخرى، ومقتل أربعة بحّارة على الأقل، إلى جانب اضطراب كبير في حركة التّجارة العالميّة.

ويأتي هذا الهجوم ليعمّق المخاوف الدّوليّة، بشأن أمن الملاحة في أحد أكثر الممرّات البحريّة حساسيّة في العالم، ويُعيد النّقاش حول فعّالية الاتّفاقات المعلنة والتزام أطراف الصّراع بالتّهدئة.