في إطار دينامية دبلوماسيّة جديدة لتعزيز الشّراكة الاقتصاديّة مع أوروبّا الشّرقيّة، أجرى عمر حجيرة، كاتب الدّولة المكلّف بالتّجارة الخارجيّة، مباحثات رسميّة بالعاصمة وارسو مع نظيره البولندي ميشال برونوفسكي، تمحورت حول تطوير المبادلات التّجاريّة وفتح آفاق جديدة للاستثمار والتّعاون.

اللّقاء، الذي يندرج ضمن زيارة رسميّة لم تُكشف تفاصيل مدّتها، شكّل فرصة استراتيجيّة لبحث إمكانية تحويل بولندا إلى بوّابة للصّادرات المغربيّة نحو أسواق شرق أوروبّا، في ظل رغبة متبادلة في تعزيز الشّراكة بين البلديْن، وتجاوز اختلالات الميزان التّجاري التي تميل لصالح وارسو بحوالي 50 مليون دولار.

ووفق بلاغ صادر عن وزارة التّجارة والصّناعة، اتّفق الجانبان على إحداث فريق عمل مغربي–بولندي مشترك، سيتولّى التّنسيق وتتبّع تنفيذ مخرجات الزّيارة، مع الإعداد لتنظيم منتدى اقتصادي مرتقب يجمع الفاعلين العموميّين والخواص من البلديْن خلال الشّهور القادمة.

وعرفت المباحثات مشاركة عدد من رجال الأعمال وممثّلي مؤسّسات اقتصاديّة، حيث جرى تبادل وجهات النّظر حول القطاعات الواعدة للتّعاون، وفي مقدّمتها الصّناعات الغذائيّة، والطّاقة، والخدمات اللّوجستيكيّة.

وتأتي هذه الخطوة في سياق تعاظم الشّراكة الاقتصاديّة بين المغرب والاتّحاد الأوروبّي، حيث بلغت المبادلات التّجاريّة بين الطّرفيْن سنة 2024 أزيد من 60 مليار يورو، بحسب معطيات المفوضيّة الأوروبيّة بالرباط، التي أشارت إلى أنّ الاتّحاد يشكّّل المورد الأوّل للمغرب، والمستثمر الأجنبي الرّئيسي به.

يُذكر أنّ المغرب يتمتّع منذ أكتوبر 2008 بوضع “الشّريك المتقدّم” مع الاتّحاد الأوروبّي، ما يتيح له الاستفادة من برامج تمويليّة واتّفاقيات تعاون متقدّمة، مكّنته من تعزيز حضوره داخل السّوق الأوروبيّة، وتوسيع دائرة شركائه الاقتصاديّين.