في فضيحة فاجأت أوساط الضّاحية الجنوبيّة لبيروت، كشفت تقارير صحفيّة، أبرزها صحيفة “لوريان لو جور” الفرنسيّة، عن تورّط المنشد الدّيني اللّبناني المعروف محمد هادي صالح في التّعاون مع جهاز الموساد الإسرائيلي، ضمن عمليّة تجسّس معقّدة ساهمت في اغتيال قادة بارزين داخل حزب الله.
يأتي هذا الكشف بعد اعتقال صالح الذي ينتمي إلى عائلة ذات تاريخ عسكري داخل الحزب؛ فوالده كان مقاتلاً في وحدة الرضوان النّخبويّة، وشقيقه استشهد في صفوف المقاومة، ما يزيد من حساسيّة القضيّة ويبرز عمق الإختراق الذي تعرّض له التّنظيم.
وتوضّح التّحقيقات أنّ الموساد استغل الظّروف الماليّة الصّعبة التي كان يعيشها صالح، ليقوم بتجنيده عبر الإنترنت مقابل مبلغ 23 ألف دولار، حيث قدّم معلومات دقيقة عن مواقع واستراتيجيات حزب الله، ممّا أسهم بشكل مباشر في ضربات أمنيّة استهدفت قادة بارزين مثل حسن بدير وابنه علي، اللّذان استُهدفا في عمليّات اغتيال نفّذتها إسرائيل في أبريل الماضي، بالإضافة إلى ارتباطه بهجمات نُفذّت في منطقة النبطية.
المحقّقون العسكريّون، بقيادة القاضي فادي عقيقي، أوقفوا صالح بعد العثور على أدلّة قويّة على هاتفه المحمول تثبت اتّصالات مشبوهة ومعلومات اِستخباراتيّة متبادلة مع جهاز الموساد، ما أكّد تورّطه في تزويد العدو بمعلومات حسّاسة أدّت إلى ضربات مدمّرة لحزب الله.
هذه القضيّة تفتح ملفّات جديدة عن حجم الإختراقات الأمنيّة داخل التّنظيم، وتسلّط الضّوء على التّحدّيات الأمنيّة التي تواجهه في ظل تنامي قدرة أجهزة الإستخبارات الإسرائيليّة على التّغلغل والتّجسّس.