في زاوية مدينة أسا العريقة، يمتزج عبق التاريخ بروحانية التلاوات، حيث اجتمع 11 متسابقا، بينهم شابة، ليصدحوا بآيات الذكر الحكيم في المرحلة النهائية للدورة الأولى من المسابقة الوطنية في حفظ القرآن الكريم وتجويده، ضمن فعاليات الموسم الديني “ملكى الصالحين” (4-7 شتنبر).
المنافسة لم تكن سهلة، فأداء المشاركين أبهر لجنة التحكيم التي ضمت أسماء وازنة مثل الشيخ عبد الهادي حميتو، ومحمد البخاري أستاذ بمعهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية، ثم محمد ايراوي عضو المجلس العلمي المحلي للنواصر. وبعد مداولات دقيقة، أسفرت المسابقة عن فوز بلال الكوزيني من أكادير بالرتبة الأولى، متقدما على عيسى قرعا من القنيطرة، فيما عاد المركز الثالث لمحمد الطيزي من بركان.
الشيخ حميتو لم يُخف اعتزازه بما شاهده، مؤكدا أن “تعدد المواهب القادمة من مختلف جهات المملكة يعكس غنى المغرب القرآني”، مشيرا إلى أن التلاوات بلغت من الإتقان مستوى جعل مهمة التقييم “بالغة الصعوبة”. وأضاف أن المغرب يواصل ترسيخ مكانته في الساحة الدولية بفضل رعاية مستمرة للقرآن الكريم وحفاظه.
أما الفائز الأول، بلال الكوزيني، فقد حمل فرحته بلهجة مسؤولية، قائلا إن التتويج “شرف لمدينة أكادير، لكنه أيضا التزام بمزيد من المثابرة في حفظ وتجويد كتاب الله”.
فعاليات الموسم لم تقف عند المسابقة القرآنية؛ فقد تميز اليوم الثاني ببرامج متعددة، من حفل استقبال رسمي على وقع طلقات البارود التقليدية وتكريم ضيوف الموسم، إلى عملية ختان جماعية، ومحاضرات دينية، وأمسية للمديح.
بهذه الفعاليات، يواصل موسم “ملكى الصالحين”، الذي تنظمه مؤسسة أسا-الزاك بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، ترسيخ إشعاعه كموعد ديني وثقافي يجمع بين التقاليد الراسخة وروح العصر.