أجرى وزير الخارجيّة المغربي ناصر بوريطة، اليوم الخميس، مباحثات موسّعة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، خلال زيارة رسميّة إلى موسكو تمتد ليوميْن، خصّصت لتعزيز التّعاون الثّنائي ومناقشة ملفّات دوليّة، على رأسها قضيّة الصّحراء المغربيّة.
وأكّد بوريطة في أعقاب اللّقاء أنّ المحادثات كانت “عميقة وغنيّة بالموضوعات”، وشملت ملفّات إقليميّة ودوليّة متعدّدة، وفي مقدّمتها ملف الصّحراء المغربيّة، الذي يُعرض هذا الشّهر على أنظار مجلس الأمن الدّولي برئاسة روسيا.
وأوضح الوزير المغربي أنّ موسكو والرباط تتقاسمان موقفًا مشتركًا بشأن ضرورة احترام القانون الدّولي في معالجة النّزاع، مع رفض توظيف المبادئ القانونيّة بشكل يُعطّل فرص التّسوية. وأضاف أنّ أي مخرج للنّزاع ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار الدّينامية الحالية التي يشهدها الملف، بقيادة الملك محمد السادس، والتّحوّلات التي طرأت على مواقف عدد من القوى الدّوليّة.
وشدّد بوريطة على الدّور الذي تلعبه روسيا بصفتها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن، وعضوًا ضمن مجموعة أصدقاء الصّحراء، مؤكّدًا أنّ التّنسيق بين الجانبيْن سيستمر خلال الفترة المقبلة لمتابعة هذا الملف الحيوي.
من جانبه، وصف لافروف العلاقات المغربيّة الروسيّة بأنّها “استراتيجية ومتجذّرة”، مشيرًا إلى أنّها تستند إلى اتّفاقيات رفيعة المستوى، أبرزها اتّفاق الشّراكة الاستراتيجية الموقّع عام 2002، والشّراكة الاستراتيجية المعمّقة التي أُقرّت عام 2016.
واعتبر وزير الخارجيّة الروسي أنّ زيارة بوريطة إلى موسكو تعكس متانة العلاقات بين البلديْن، لا سيما في ظل الاستعداد لعقد أشغال اللّجنة الحكوميّة المغربيّة الروسيّة الثّامنة المشتركة يوم الجمعة، والتي ستركّز على ملفّات اقتصاديّة وتجاريّة وعلميّة.
كما أشار لافروف إلى أهميّة هذه المشاورات الثّنائيّة في ظل التّوتّرات التي تعرفها منطقتا الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا، مجدّدًا التّأكيد على التزام روسيا بالحلول السّلميّة للأزمات الإقليميّة، وعلى أهميّة تنسيق الجهود السّياسيّة والدّبلوماسيّة مع المغرب عبر المحافل الدّوليّة، بما في ذلك الأمم المتّحدة وجامعة الدّول العربيّة.
ومن المرتقب أن يترأّس الوزيران، الجمعة، أشغال اللّجنة الحكوميّة المشتركة، التي تهدف إلى تعزيز التّعاون في قطاعات متعدّدة، من ضمنها الاستثمار، الطّاقة، الفلاحة، والتّعليم العالي، في ظل تحسّن ملحوظ في حجم المبادلات التّجاريّة بين البلديْن خلال السّنوات الأخيرة.