شهدت جماعة بوعروس التّابعة لإقليم تاونات، صباح اليوم الإثنين، خروج مئات المواطنين في مسيرة احتجاجيّة كاسرة للصّمت، بهدف إيصال صوتهم إلى مسؤولي جهة فاس-مكناس، في ظل أزمة خانقة يعيشها السكّان بسبب النّقص الحاد في الماء الصّالح للشّرب وتردّي الأوضاع التّنمويّة.

وانطلقت المسيرة سيرًا على الأقدام لمسافات طويلة في اتّجاه مدينة فاس، عاصمة الجهة، قبل أن تتدخّل السّلطات لمحاولة منع المحتجّين من مواصلة تحرّكهم. ورفع المشاركون شعارات تطالب بوضع حد لِما وصفوه بالتّهميش الطّويل الذي طال منطقتهم، معتبرين أنّ حرمان الجماعة من مشاريع البنية التّحتيّة والخدمات الأساسيّة، أدّى إلى تدهور الوضع المعيشي وعلى الماشية وأثّر بشكل مباشر على الأمنيْن المائي والغذائي.

أزمة الماء لم تكن وحدها في صلب المطالب، إذ ندّد المحتجّون أيضًا بتدهور البنية التّحتيّة، خاصّةً الحالة المزرية للطّريق الإقليميّة رقم 5319 التي تربط بوعروس بحجرية، مؤكّدين أنّ سوء هذه الطّريق يعمّق العزلة ويعرقل فرص التّنمية المحليّة.

وفي القطاع الصحّي، أشار السكّان إلى غياب طبيب دائم بالمركز الصحّي المحلّي، ما يدفعهم إلى التّنقّل لمسافات طويلة نحو تاونات أو فاس لتلقّي العلاج، في ظروف صعبة تهدّد سلامة المرضى، خاصّةً الحالات المستعجلة والنّساء الحوامل.

المحتجّون حمّلوا السّلطات مسؤولية تدهور الأوضاع، داعين الحكومة إلى تحمّل مسؤوليتها إزّاء ما وصفوه بـ”الإقصاء التّنموي” الذي تعانيه مناطقهم منذ سنوات، ومطالبين بتدخل فعلي لمعالجة الاختلالات المتراكمة.

وتندرج هذه المسيرة ضمن موجة احتجاجات اجتماعيّة متصاعدة تعرفها مناطق قرويّة نائية، من بينها آيت بوكماز، فم العنصر وتاوريرت، والتي تطالب جميعها بتوفير ضروريات الحياة من ماء وتعليم وصحّة وبنيات تحتيّة، ما يسلّط الضّوء على هشاشة الوضع التّنموي في العالم القروي بالمغرب.