بعد بلوغهم ربع نهائي كأس العالم سنة 2002، يمني أليو سيسي وأسود التيرانغا – السنغال، بطل إفريقيا، النفس لجعل كأس العالم بقطر فرصة ذهبية للارتقاء في مصاف الأمم الكبيرة في لعبة كرة القدم.

وتشارك أسود التيرانغا بمنتخب يعج بالنجوم على غرار ساديو ماني، وكاليدو كوليبالي، وبونا سار، وإيدوارد ميندي، وإدريسا غي، وهو الذي يحتل المرتبة الأولى إفريقيا و18 عالميا وفق التصنيف الأخير للفيفا، في كأس العالم بقطر 2022 دون مركب نقص ويحدوه الطموح الكبير والمشروع على المضي إلى أبعد مدى في هذا المحفل الكروي. كل هذا الطموح يزكيه الأداء الأخير لأسود التيرانغا، بعدما بلغوا نهائي نسخة 2019، وظفروا بلقب نسخة 2021، ومزهوين بانتصارهم في مباراة التأهل الحاسمة ضد الفراعنة، كما أنهم عاقدون العزم على تأبيد هذه النجاحات وتكريسها زمنيا، منتهزين فرصة التواجد بالمونديال القطري. وتواجه السنغال التي تتواجد في المجموعة الأولى، في المباراة الأولى (21 نونبر)، قامة كروية مشهودة هي منتخب هولندا، ثم قطر البلد المضيف، فمنتخب الإكوادور، الذي بصم على مسار مهم في الإقصائيات. من 2002 إلى 2022، القارة الآسيوية فأل حسن للتيرانغا؟ كان أول ظهور لمنتخب السنغال خلال نسخة 2002، التي احتضنتها بشكل مشترك كل من اليابان وكوريا الجنوبية. وهم الأمر أول كأس عالم بالقارة الآسيوية. ويتذكر أولو الذاكرة القوية الفوز التاريخي خلال المبارة الافتتاحية على منتخب الديكة (فرنسا)، صاحب اللقب السابق، بهدف اللاعب بابا بوبا ديوب، وحسن قيادة المدرب الراحل برونو ميتسو، إضافة إلى تعادلين ضد كل من الدنمارك والأورغواي مكنا السنغال من حجز تذكرة العبور إلى دور الثمن. الهدف الذهبي بعدها لهنري كامارا عبر بالسنغال إلى الربع في مباراة ضد الفيكينغ المنتخب السويدي، مما اعتبر إنجازا تاريخيا، يعمل زملاء ماني اليوم على إعادة تحقيقه.

وبنبرة الحكيم العارف بشؤون الكرة نس ب المدرب أليو سيسي من طموحات المنتخب قائلا “هدف السنغال هو تجاوز مرحلة المجموعات”، دونما إبداء عزمه على المضي إلى أبعد نقطة في المونديال، “بعد تجاوز مرحلة المجموعات، يتعلق الأمر بمقابلات الإقصاء المباشر، في هذا الصدد، لدينا الخبرة والتجربة، ستكون لنا كلمتنا”. ساديو ماني، الجوكر… يشارك النجم السنغالي ساديو ماني ذو الثلاثين ربيعا، والحائز على جائزة أحسن لاعب إفريقي سنة 2022، ووصيف الفرنسي كريم بنزيمة في جائزة الكرة الذهبية، للمرة الثانية في المونديال. ويعد اللاعب رقم واحد ضمن منتخب أسود التيرانغا. ويشكل مهاجم فريق بايرن ميونيخ الألماني الكل الهجومي لأسود التيرانغا. وهو الذي سجل 33 هدفا في 91 مقابلة رسمية، ويعد اللاعب أفضل هداف في تاريخ السنغال. كما يرغب في جعل المونديال المكان المواتي لإطلاق غريزته التهديفية وتكريس مكانته كأحسن اللاعبين في العالم وفي تاريخ الكرة الإفريقية. وفضلا عن ماني، تضم السنغال لاعبين مجربين آخرين سيقدمون لا محالة مردودا كرويا مشهودا خلال هذا المحفل القاري، لاسيما كاليدو كوليبالي وإدريسا غي، وحارس عرين تشيلسي إدوارد ميندي والبافاري الآخر بونا صار. أليو سيسي مفتاح ثلاث مشاركات مونديالية يرتقب أحسن مدرب بإفريقيا، أليو سيسي عيش مغامرته الثالثة بكأس العالم، والثانية له تواليا كمدرب. الأمر الذي يعد سابقة في تاريخ الكرة السنغالية. ويطمح المدرب الذي تم تعيينه سنة 2015 على رأس الدفة التقنية لأسود التيرانغا، هذه المرة، في قيادة أبطال إفريقيا لتحقيق أفضل إنجاز. مستفيدا بالاستقرار على رأس النخبة، نجح المدافع الأسبق في بناء فريق قوي للغاية استطاع التأهل لكأس العالم بروسيا سنة 2018 بعد 16 عام من الغياب. ونجح العميد الأسبق البارز خلال مونديال 2002، أيضا في التأهل إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية سنة 2019، قبل أن يظفر بنسخة 2021.

وبحصيلة إيجابية جدا بنظر عديد الملاحظين، استطاع أليو سيسي بصم اسمه في سجل الكرة، ليس فقط محليا وقاريا بل أيضا عالميا. ميزانية ضخمة..الدولة تأخذ كرة القدم على محمل الجد خصصت الحكومة السنغالية مبلغا قدره 14 مليار فرنك إفريقي (21,5 مليون أورو) من أجل تمويل مشاركة الفريق الوطني في كأس العالم. وينقسم المبلغ إلى قسمين، الأول يهم الدور الأول ومجموعات الإقصاء المباشر إلى غاية نهائي 18دجنبر.

ويتمثل المبلغ أساسا في منح الفريق الوطني، والتكفل الكامل للدولة بـ327 شخصا، 26لاعبا، و29فردا من الوفد الرسمي، و52فردا من أسر اللاعبين، و150 مشجعا. ويعكس المبلغ المخصص، الإرادة والعزم على البصم على تقديم أداء استثنائي يحدو عموم السنغاليين، لاعبين ومشجعين ومسيرين، كمكون أساسي لإنجاح وصفة المدرب أليو سيسي.

أقوياء بتجربتهم وإنجزاتهم وبطموحهم الذي يبلغ عنان السماء، يلبي 26 لاعبا نداء المدرب سيسي الذي يؤمن بقدرة أسود التيرانغا على كتابة صفحات مشرقة في تاريخ الكرة السنغالية.