حط رئيس المجلس الجماعي لمدينة طنجة، منير ليموري، الرحال بإقليم الباسك لتوقيع اِتّفاقية تعاون وتنسيق بين فيتوريا وطنجة، وكذلك للبحث عن صيغ عملية لحل مشكلة قصر ألابا إكيبل، الذي كان يزوره. وفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام الاسبانية .

والتقى ليموري برئيس بلدية فيتوريا الإشتراكي ميدير إتكسباريا، وتمّ خلال هذا اللقاء التّوقيع على اِتّفاقية تعاون بين جماعة طنجة ومجلس مدينة فيتوريا في مجالات مختلفة، من قَبيل الإستدامة والإقتصاد والسّياحة والثّقافة، كما تمّ الإتّفاق على تشكيل خليّة عمل للبحث عن حلول لمشكلة القصر.

وبعد ذلك، قام ليموري بزيارة المبنى، قصر ألابا-إسكويفيل، الواقع في شارع هيريريا بالبلدة القديمة في فيتوريا، لتفقد وضعه الحالي، “في مقاربة تؤكد الإهتمام الكبير بهذا النُّصُب التّذكاري التّاريخي والثّقافي، كونها الملكية الوحيدة للمجموعات المغربية خارج ترابها”.

وكخطوة أولى، قرّر الطّرفان إنشاء مجموعة عمل مكوّنة من طاقم فنّي من غازتيز وطنجة، ومراجعة ما يمكن القيام به مع المبنى. هذه هي الطريقة التي تتشّكل بها الحركة الملموسة الأولى، بعد فتح الحوار بين الأطراف في يناير. وتؤكّد وسائل الإعلام المذكورة أنّه تمّ طلب صياغة تقرير “حول الأضرار التي يعاني منها المبنى الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر، وأعمال إعادة التأهيل اللازمة ومبلغ الدّين الذي يصل إلى 421.490 يورو” .

وأوضح ذات المصدر، أنّ “البناية التي يعيش فيها السكان تتطلب إعادة تأهيل عاجلة إلى الآن، منذ سنوات، تجاهلت طنجة الطلبات المتواصلة للمجلس البلدي لإصلاح العقار وفقا لصحيفة، Noticias de ÁLAVA الاسبانية.

ودفعت الحالة السيّئة للمحافظة على ألابا-إسكويفيل مجلس المدينة إلى الشروع في عملية فرض غرامات قسرية، دعت بها بلدية طنجة إلى القيام بتجديد المبنى في مواجهة الخطر، بما يترتّب عن تدهورها للحفاظ على سلامة الحي وسلامته. بل إن إمكانية المُصادرة أثيرت، ولكن في النهاية يبدو أنّها لن تكون ضرورية

تاريخ القصر

قصر ألابا-إسكويفيل هو قصر تاريخي يقع في مدينة فيتوريا، عاصمة إقليم الباسك في إسبانيا. يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر، ويحتوي على عناصر معمارية مختلفة، مثل النوافذ المزخرفة، والأسقف المُقبّبة، والمدخل الرئيسي الضّخم ويضم القصر مجموعة من المتاحف التي تعرض مقتنيات تاريخية وفنية وثقافيّة، أيضا السّاعة التي تمّ اغتنامُها من سفينة إنجليزية عام 1782. و تكمن المشكلة في أنّ حالة هذا القصر متدهورة للغاية وقد مرّت ملكيّته عبر العديد من الأيادي. وكان آخر مالكيه، الدوق دو توفار .

وما يميّز هذا القصر، هو أنّه ملكيّة لجماعة طنجة منذ عام 1953، بعد أن تبرّع به الدوق دو توفار، الذي عاش في طنجة وتعافى من مرض السّرطان. وفي ذلك الوقت، كانت طنجة جُزءا من الحماية الإسبانيّة، وكان القصر مقرّا للعديد من الشّخصيّات التّاريخيّة، مثل الأميرة إيزابيلاّ من البرتغال، والملكة جوانا الجنونية، والملك فيليب الثّاني، والجنرال ألابا، والدوق دو توفار.

شبح الانهيار

منذ ذلك الحين، يواجه القصر خطر الإنهيار بسبب تدهور حالته، وقد تمّ فرض غرامات على جماعة طنجة بسبب عدم صيانته ما يصل إلى تسع غرامات تصل إلى 421.490 يورو.

وقد تمّ البحث عن حلول لإعادة تأهيله أو تفويته، وكان آخرها، سفر رئيس المجلس الجماعي لطنجة، منير الليموري، إلى فيتوريا لتوقيع اِتّفاقيّة تعاون وتنسيق بين الجماعتين، وكذلك للبحث عن صيغ عملية لحل مشكلة القصر. وتمّ الإتّفاق على تشكيل خلية عمل لمراجعة ما يمكن القيام به مع المبنى .

هكذا هي قصّة قصر ألابا-إسكويفيل، الذي يربط بين المغرب وإسبانيا بعلاقات تاريخيّة وثقافيّة وإنسانيّة، كما أنّه يعكس الفخامة والجمال والتّنوّع الذي يُميّز الحضارة الإسلاميّة والمسيحيّة في الأندلس. ويُمثّلُ أيضا شاهدا على التّغيُّرات والتّحوّلات التي شهدتها المنطقة على مر العصور. ويحمل رسالةً من السّلام والتّعايش بين الشعوب والثقافات .