في تطوّر غير مسبوق على مستوى الاستهدافات العسكريّة، نفّذت إسرائيل عمليّة دقيقة داخل العاصمة الإيرانيّة طهران، أودت بحياة الجنرال علي شادماني، رئيس قيادة الطّوارئ بالقوّات المسلّحة الإيرانيّة، والشّخصيّة العسكريّة المقرّبة من المرشد الأعلى علي خامنئي.

العمليّة التي أعلنت عنها تل أبيب صباح الثّلاثاء، وُصِفت بأنّها “نوعيّة واستثنائيّة”، وأسفرت عن تصفية شادماني بعد أقل من أسبوع على تعيينه، ليكون بذلك ثاني قائد عسكري رفيع يتم اغتياله منذ بدء التّصعيد العسكري بين الجانبيْن، بعد مقتل سلفه الجنرال علام علي رشيد في وقت سابق من الشّهر الجاري.

ووفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيليّة، من بينها شبكة “i24″، فإنّ العمليّة استهدفت مقرًّا عسكريًّا مأهولاً في وسط طهران، وجاءت بناءً على معلومات استخباراتيّة وُصفت بالدّقيقة، حصل عليها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، والذي اعتبر وجود شادماني في الموقع المستهدف “فرصة لا تُعوّض”.

الجنرال القتيل، الذي يُعد من أكثر الشّخصيّات تأثيرًا داخل المؤسّسة العسكريّة الإيرانيّة، سبق أن تقلّد مناصب حسّاسة، أبرزُها نائب قائد قيادة الطّوارئ “خاتم الأنبياء”، ورئيس قسم العمليّات في هيئة الأركان، وهي المهام التي جعلت منه لاعبًا رئيسيًّا في صياغة الاستراتيجيّة العسكريّة الإيرانيّة، خصوصًا في ما يتعلق بإسرائيل.

ووفق بيان رسمي للجيش الإسرائيلي، فإنّ قيادة “خاتم الأنبياء”، التي كان شادماني يتولّى رئاستها، تُعد مركز الثّقل في إدارة العمليّات العسكريّة الكبرى والمصادقة على خطط إطلاق النّيران، ما يجعل استهدافه بمثابة ضربة موجعة للمنظومة الدّفاعيّة والهجوميّة لطهران.

من جهتها، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن حالة من الصّدمة داخل الدّوائر العليا للقيادة الإيرانيّة، مشيرةً إلى أنّ المرشد الأعلى خامنئي لم يكن يتوقّع أن تقدُم إسرائيل على تنفيذ ضربة بهذا الحجم داخل قلب العاصمة، في مؤشّر على “خلل واضح في التّقدير الأمني”.

كما نقلت الصّحيفة عن وزير الخارجيّة الإيراني السّابق عباس عراقجي، خلال لقاء مغلق، قوله إنّ طهران تعرّضت لـ”خديعة استراتيجيّة” من قِبَل إدارة الرّئيس الأميركي دونالد ترامب، ومبعوثه الخاص إلى إيران، اللّذيْن أوهما الإيرانيين بأنّ العودة إلى طاولة المفاوضات النّوويّة كانت كفيلة بمنع أي تصعيد عسكري إسرائيلي.