في خطوة غير مباشرة، شرعت الجزائر في تحرّكات دبلوماسيّة خجولة لمواجهة التّحوّل اللّافت في موقف كينيا من قضيّة الصّحراء، والذي أصبح يساند بشكل واضح المقترح المغربي القائم على الحكم الذّاتي تحت السّيادة الوطنيّة، غير أنّ هذه التّحرّكات لم تصدر عن مؤسّسات الرّئاسة أو الخارجيّة، بل جاءت عبر رئيس الجمعيّة الوطنيّة، المعروف بعلاقاته الوثيقة بجبهة “البوليساريو“.
وأعلن رئيس البرلمان الكيني، موزيس ويتانغولا، عبر منشور على حسابه في منصة “إكس”، أنّه عقد، الأربعاء الماضي، اجتماعًا ثنائيًّا مع السّفير الجزائري في نيروبي، ماحي بومدين، تطرّقا فيه إلى سُبل تعزيز الدّبلوماسيّة البرلمانيّة، دون أن يوضّح ما إذا تمّ التّطرّق للموقف الجديد لنيروبي من النّزاع الإقليمي بالصّحراء المغربيّة.
ويتانغولا، الذي شغل في السّابق منصب وزير خارجيّة كينيا خلال الفترة التي كانت تدعم فيها جبهة “البوليساريو”، يحتفظ بعلاقات قويّة مع دوائر القرار في الجزائر، وكان قد التقى بالرّئيس عبد المجيد تبون في فبراير 2023، في اجتماع لم يُعلن عن فحواه.
يأتي هذا التّحرّك الجزائري المحدود عقب الموقف الكيني المعلن، الذي عبّر عنه وزير الخارجيّة موساليا مودافادي خلال زيارته الأخيرة للرباط، حيث أكّدت كينيا، في بيان مشترك مع نظيرها المغربي ناصر بوريطة، دعمها الصّريح لمبادرة الحكم الذّاتي، واعتبرتها الحل الواقعي والموثوق والنّهائي لقضيّة الصّحراء، في ظل إشادتها بالدّينامية الدّوليّة التي يقودها الملك محمد السادس.
كما عبّر البيان عن التزام البلديْن بدعم المسار الأممي لحل النّزاع، انطلاقًا من قرارات مجلس الأمن، وعلى رأسها القرار رقم 2756 لسنة 2024، مع التّنويه بجهود المملكة المغربيّة في التّعاون مع المبعوث الأممي من أجل تحقيق تقدّم ملموس في هذا الملف.