قبل أيام من حلول عيد الأضحى المبارك، و التي تعرف إقبالا على اقتناء الأضاحي، ما يفتح الباب أمام شركات القروض لتسريع وتيرة عملها عبر إعلانها لقروض تفضيلية لصالح المواطنين الراغبين في اقتناء الأضحية،  أثارت فتوى صادرة عن لحسن السكنفل، رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيرات تمارة، بجواز الاقتراض لاقتناء كبش العيد جدلا دينيا وشرعيا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، كما انبرى للرد عليه عدد من المهتمين بالفتوى والعلوم الشرعية.

و تعود الفتوى إلى شريط فيديو نشرته إحدى الصحف الالكترونية المغربية، ظهر فيه لحسن السكنفل وهو يتحدث عن أضحية العيد، مؤكدا أنها سنة مؤكدة لمن يقدر عليها، قبل أن يجيز الاقتراض من أجل اقتنائها لمن هو قادر على إرجاع الدين.

السكنفل قسم الاقتراض إلى قسمين هما: “القرض الحسن”، أي الاقتراض بدون فائدة من الأصدقاء والمعارف بشرط القدرة على رده، والاقتراض من البنوك بالفائدة.

وقد اعتمد السكنفل في تبرير فتواه على أمرين، أولاهما أن العلماء اختلفوا بشأن الاقتراض من البنوك، وثانيهما ضرورة مراعاة الجانب الاجتماعي، فالعيد بحسبه لم يعد أمرا دينيا فقط، بل تجاوز ذلك إلى عادة اجتماعية تستدعي إدخال الفرح على الزوجة والأطفال.

وقال السكنفل “أحيانا يجد الشخص نفسه مضطرا إلى اقتناء كبش العيد، خصوصا أمام ضغط أسرته، وأطفاله، في هذه الحالة يجوز له اللجوء إلى قرض بنكي، لإدخال البهجة في قلب أسرته”، مشيرا إلى أنه أحيانا يصبح الشخص مضطرا لاقتناء الأضحية بعدما يرى أطفاله جيرانه قد اقتنوها، مستدلا بقوله تعالى “فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه”.

 لقيت فتوى السكنفل معارضة واسعة من قبل عدد من المهتمين بشؤون الفتوى والعلوم الشرعية.

 في هذا الصدد، علق توفيق الغلبزوري، رئيس المجلس العلمي المحلي للمضيق الفنيدق، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلا: “الربا لا يباح للضروريات بله للحاجيات ناهيك بالتحسينيات؛ إذ قد ورد فيه من الوعيد ما لم يرد في ذنب سواه إلا الشرك”.

أما أحمد الخمليشي، مدير دار الحديث الحسنية، فاعتبر في اتصال مع موقع “تيل كيل عربي”، أن “المسألة تافهة ولا تستحق النقاش، وليست من الدين في شيء؛ إذ أن الأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها، وهو ما لا يستدعي كل هذا اللغط”.

 واعتبر الخمليشي أن الأولى بالمغاربة استعادة قيم عيد الأضحى، مضيفا أننا “نشهد انحدارا في القيم على جميع المستويات”.

 وتابع “كان الأولى فتح نقاش حول من يقومون بتسميم الأضاحي حتى تبدو سمينة بدل إضاعة الوقت في هذا النقاش غير المجدي”.

 إلى ذلك، استغرب عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي إفتاء السكنفل بجواز الاقتراض من أجل اقتناء أضحية العيد في الوقت الذي يواجه عدد من  المغاربة أزمة على مستوى السكن، ولا يقدرون على الاقتراض من البنوك لأسباب دينية.