اختارت منصّة أخبار تايم الإعلامية عامل إقليم بوجدور، السيّد ابراهيم بن ابراهيم، شخصيّة سنة 2025 على صعيد جهة العيون السّاقية الحمراء، وذلك تقديرًا للدّور المحوري الذي اضطلع به خلال سنة اتّسمت بكثافة المشاريع، وتحسّن مؤشّرات الأداء، وترسيخ مقاربة القرب والنّجاعة في تدبير الشّأن التّرابي.

تنمية بشرية بأرقام دالّة وأثر ملموس

شكّلت سنة 2025 محطّة مفصلية في تنزيل برامج المبادرة الوطنية للتّنمية البشرية بإقليم بوجدور، حيث ترأّس عامل الإقليم اجتماعات دورية للّجنة الإقليمية، تمّ خلالها تتبّع وتقييم حصيلة البرامج المنجزة. وقد سجّل الإقليم تنفيذ 63 مشروعًا تنمويًا استفاد منها ما يقارب 10 آلاف شخص، ضمن مؤشّرات مالية وتنفيذية إيجابية عكست جودة الحكامة وحسن توجيه الموارد.

وتميّزت هذه المرحلة بانتقال واضح من منطق الإنجاز الكمّي إلى منطق الأثر الاجتماعي والاستدامة، سواءٌ في مشاريع البنيات التّحتية، أو في البرامج ذات البعد الاجتماعي والاقتصادي.

تعزيز العدالة الاجتماعية ودعم الفئات الهشّة

أولى عامل الإقليم عناية خاصّة ببرنامج مواكبة الأشخاص في وضعيّة هشاشة، حيث تمّ تعزيز خدمات المراكز الاجتماعية، خاصّةً في مجالات حماية الطّفولة، والدّعم النّفسي والتّربوي، مع الحرص على تتبّع جودة الخدمات والرّفع من كفاءة الأطر العاملة بها.

كما واصل برنامج دعم الرّأسمال البشري للأجيال الصّاعدة جهوده في تحسين التّمدرس، وصحّة الأم والطّفل، والتّتبّع الصحّي والغذائي، في انسجام مع التّوجيهات الملكية الرّامية إلى الاستثمار في الإنسان كرافعة للتّنمية.

رهان واضح على الشّباب والإدماج الاقتصادي

برزت سنة 2025 كمرحلة متقدّمة في دعم الإدماج الاقتصادي للشّباب، حيث تمّ تنفيذ 20 مشروعًا في إطار برنامج تحسين الدّخل، شملت دعم ريادة الأعمال، وتقوية الاقتصاد الاجتماعي والتّضامني، ومشاريع التكّوين والتّأهيل المهني.

وقد واكب عامل الإقليم هذا الورش بتوجيه واضح نحو الرّقمنة، وسلاسل القيمة المحلية، وقابلية التّشغيل، بما يسهم في تحفيز الدّينامية الاقتصادية المحلّية وفتح آفاق جديدة أمام الشّباب.

حكامة ترابية قائمة على التّنسيق والالتقائية

تميّزت مقاربة عامل إقليم بوجدور خلال سنة 2025 بتعزيز التنّسيق بين المصالح اللاّممركزة، والسّلطات المحلية، والمجتمع المدني، مع التّشديد على الالتقائية وتكامل التّدخّلات، بما يضمن نجاعة أكبر للمشاريع العمومية وتحقيق أثر مباشر على حياة السّاكنة.

كما دعا، في أكثر من مناسبة، إلى تطوير آليات التّتبّع والتّقييم، والاعتماد على الحلول الرّقمية، خاصّةً في المجالات الاجتماعية الصحّية، بما ينسجم مع التّحوّلات الحديثة في التّدبير العمومي.

مقاربة تشاركية تُعيد الاعتبار لصوت السّاكنة

ومن أبرز المحطّات التي طبعت عمل عامل إقليم بوجدور خلال سنة 2025، إطلاقه سلسلة من اللّقاءات التّشاورية الموسّعة مع ساكنة الإقليم، في إطار مقاربة تشاركية تروم إشراك المواطنين بشكل فعلي في إعداد وتوجيه برامج التّنمية التّرابية، والارتقاء بجودة التّخطيط المحلّي، اِنسجامًا مع التوّجيهات الملكية الرّامية إلى ترسيخ التّنمية المستدامة وتعزيز الدّيمقراطية التّشاركية.

وقد تميّزت هذه اللّقاءات بمواكبة شخصيّة وميدانية من طرف عامل الإقليم، الذي حرص على الحضور المباشر إلى جانب السّاكنة، والاستماع إلى انتظاراتها وانشغالاتها، في تواصل مفتوح جسّد مقاربة القرب وربط المسؤولية بالإنصات والتّفاعل.

وشكّلت الورشات الموضوعاتية المنظّمة في هذا الإطار فضاءً للنّقاش العمومي حول خمسة محاور استراتيجية اعتُبرت ذات أولوية في مسار التّنمية المحلّية، ويتعلّق الأمر بـ التّشغيل، والتّعليم، والرّعاية الصّحية، والتّأهيل التّرابي، وتدبير الموارد المائية. وقد مكّنت هذه النّقاشات من تجميع تصوّرات ومقترحات عملية من مختلف الفاعلين المحلّيين والمواطنين، بما يساهم في بلورة برامج تنموية أكثر واقعية وملاءمة لخصوصيات الإقليم.

ويعكس هذا التّوجّه حرص عامل إقليم بوجدور على الانتقال من منطق التّدبير الإداري التّقليدي إلى حكامة تشاركية تجعل المواطن شريكًا في تشخيص الحاجيات وصياغة الحلول، بما يعزّز نجاعة السّياسات العمومية ويكرّس الثّقة بين الإدارة والسّاكنة.

حضور رمزي في لحظة وطنية مفصلية

وشكّلت سنة 2025 أيضًا محطّة وطنية بارزة على مستوى الأقاليم الجنوبية للمملكة، عقب القرار الصّادر عن مجلس الأمن الدّولي، الذي كرّس مبادرة الحكم الذّاتي المغربي كحل نهائي وواقعي للنّزاع المفتعل حول الصّحراء المغربية. وقد تفاعلت ساكنة الأقاليم الجنوبية مع هذا القرار بشكل واسع، حيث خرج المواطنون، عن بكرة أبيهم، إلى الشّوارع في أجواء احتفالية جسّدت عمق الارتباط بالوطن والتّشبّث بالوحدة التّرابية.

وفي هذا السّياق، عرفت مدينة بوجدور مسيرات ليليّة حاشدة، تميّزت بمشاركة واسعة لمنتخبين وممثّلين عن مختلف القبائل، الذين توحّدوا في صف واحد، رافعين الأعلام الوطنية ومردّدين شعارات الفخر والانتماء، في مشهد عكس التّلاحم الاجتماعي والوطني الذي يميّز الإقليم.

وقد شارك عامل إقليم بوجدور في هذه الفعّاليات الوطنية، في حضور رمزي قوي عزّز دلالات اللّحظة التّاريخية التي عاشتها السّاكنة، وأكّد مجدّدًا متانة العلاقة بين السّلطات التّرابية والمواطنين، القائمة على القرب والتّفاعل والتّقاسم الجماعي للفرح الوطني.

ويُدرج هذا الحضور ضمن مقاربة شمولية انتهجها عامل الإقليم خلال سنة 2025، قوامها الجمع بين التّدبير التّنموي، والإنصات الاجتماعي، والالتزام الوطني، بما يجعل من المسؤول التّرابي فاعلًا في التّنمية، وشريكًا في التّعبير عن الوجدان الجماعي للسّاكنة في اللّحظات المفصلية من تاريخ الوطن.

شخصيّة سنة بامتياز

واستنادًا إلى ما تحقّق من منجزات خلال سنة 2025، ترى منصّة أخبار تايم الإعلامية أنّ عامل إقليم بوجدور جسّد نموذج المسؤول التّرابي القريب من الميدان، الحريص على النّجاعة، والمستند إلى رؤية تنموية واضحة، ما يجعله بجدارة شخصيّة سنة 2025 على صعيد جهة العيون السّاقية الحمراء.

اختيار يعكس تقديرًا لمسار من العمل الجاد، ويؤكّد أنّ التّنمية التّرابية النّاجحة تبدأ بقيادة مسؤولة، وحكامة فعّالة، واستثمار ذكي في الإنسان والمجال.