أفادت شركات الطّيران الإسرائيلية أنّ استئناف الرّحلات الجويّة المباشرة نحو المغرب لن يتم في الوقت الحالي، إذ ما تزال النّاقلات الإسرائيلية تنتظر التّرخيص الأمني الذي يصدره جهاز الأمن الدّاخلي “الشاباك”، بالرّغم من المباحثات التي جمعت الرباط وتل أبيب مؤخّراً لبحث إمكانية إعادة تشغيل الخط الجوّي المتوقّف منذ أكثر من عاميْن.

ووفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر داخل قطاع الطّيران، فإنّ عودة الرّبط الجوّي لم تعد مرتبطة فقط بالتّرتيبات التّقنية بين وزارتيْ النّقل في البلديْن، بل أصبحت رهينة بالإجراءات الأمنيّة التي يقرّرها “الشاباك”، باعتباره الجهة الوحيدة المخوّلة بالسّماح للشّركات الإسرائيلية بتسيير رحلات خارجية في وجهات محدّدة.

وتشير التّقديرات إلى أنّ غياب الموافقة الأمنيّة حتّى الآن يعود لاعتبارات ترتبط بالأوضاع الأمنيّة في المنطقة، إذ يُعتقد أنّ “الشاباك” يفضّل انتظار ظرف يعتبره ملائماً قبل منح الإذن باستئناف الرّحلات نحو المغرب.

وكانت وزيرة النّقل الإسرائيلية ميري ريغيف قد أعلنت سابقاً أنّها تواصلت مع وزير النّقل واللّوجستيك المغربي عبد الصمد قيوح، حيث اتّفق الطّرفان على اتّخاذ الخطوات التّنفيذية لإعادة تشغيل الخط خلال الأشهر المقبلة، وذلك عقب وقف إطلاق النّار الأخير بين إسرائيل وحركة حماس في غزّة.

ورغم هذه التّفاهمات، تؤكّد شركات الطّيران، وفي مقدّمتها شركة “العال”، أنّها لن تحدّد موعداً نهائياً لاستئناف الرّحلات قبل الحصول رسميّاً على التّرخيص الأمني، وهو ما يجعل إعادة الحركة الجويّة بين المغرب وإسرائيل رهينةً لمسار اتّخاذ القرار داخل تل أبيب.

ويتوقّع فاعلون في القطاع السّياحي أن يشهد الخط الجوّي، فور إعادة العمل به، إقبالاً كبيراً من الإسرائيليين من أصول مغربية الذين يُقدّر عددهم بنحو مليون شخص، إضافةً إلى السيّاح الذين كانوا يعتبرون المغرب واحدة من الوجهات الأكثر استقطاباً قبل توقّف الرّحلات سنة 2023.

وقد استقبل المغرب نحو 200 ألف سائح إسرائيلي خلال عام 2022، قبل اندلاع الحرب في غزّة، وهو رقم تعوّل السّلطات على استعادته مع عودة الرّحلات المباشرة، في ظل تنامي التّعاون الثّنائي منذ استئناف العلاقات الدّبلوماسية ضمن اتّفاقيات أبراهام.

ويرى مراقبون أنّ حصول الشّركات الإسرائيلية على ترخيص “الشاباك” سيشكّل الخطوة الحاسمة لربط تل أبيب بكل من الدار البيضاء ومراكش مجدداً، ما قد يمنح دفعة إضافية للقطاع السّياحي المغربي الذي يسجّل أداءً قويّاً ويتّجه لاختتام العام بحوالي 18 مليون وافد.