سلّطت وسائل إعلام روسيّة، من بينها صحيفة برافدا المقرّبة من دوائر القرار في موسكو، الضّوء على نتائج اللّقاء الذي جمع بين وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف ونظيره المغربي ناصر بوريطة، واصفةً المحادثات بأنّها ترسّخ “محورًا دبلوماسيًا جديدًا يعيد رسم خارطة التّوازنات في القارّة الإفريقيّة”.

في تقرير تحليلي، عنونته بعبارة لافتة: “لافروف وبوريطة يشكّلان محورًا جديدًا: روسيا والمغرب يعيدان رسم خريطة إفريقيا”، اِعتبرت برافدا أنّ هذا اللّقاء يعكس تصاعدًا لافتًا في مستوى التّنسيق السّياسي بين موسكو والرباط، في ظل تحوّلات جيوسياسيّة عميقة تعرفها مناطق شمال إفريقيا والسّاحل والصّحراء.

وبحسب الصّحيفة، فإنّ المباحثات بين الوزيريْن تناولت تطوّرات الأوضاع الإقليميّة، وركّزت على أهميّة تعزيز التّشاور السّياسي لمواكبة التّحدّيات المتزايدة، لا سيما تلك المتعلّقة بالاستقرار في إفريقيا والشّرق الأوسط. وأشارت إلى أنّ الطّرفيْن عبّرا عن اهتمامهما المشترك بتوسيع آفاق التّعاون على الصّعيديْن الثّنائي والدّولي.

المحادثات الرّسميّة، التي جاءت في سياق انعقاد الدّورة الثّامنة للّجنة المغربيّة الروسيّة للتّعاون الاقتصادي والتّجاري والابتكار، شدّدت على ضرورة تعزيز التّنسيق لمواجهة التّوتّرات الإقليمية، والتّأكيد على الحلول الدّبلوماسية في تسوية الأزمات، مع احترام الشّرعيّة الدّولية ودور الأمم المتّحدة.

لافروف من جهته، وصف العلاقات المغربيّة الروسيّة بأنّها قائمة على “أسس متينة من التّعاون الاستراتيجي”، مستعرضًا الاتّفاقيات الكبرى التي أرست هذه الشّراكة، سواءٌ في 2002 أو في 2016. وأضاف أنّ زيارة بوريطة تعكس الإرادة المشتركة لتطوير العلاقة بما يتماشى مع الظّرفيّة السّياسية والاقتصادية المعقّدة التي تمر بها المنطقة.

الصّحافة الروسيّة نقلت عن مصادر دبلوماسية أنّ هذا التّقارب بين موسكو والرباط يحمل دلالات استراتيجية تتجاوز الإطار الثّنائي، ويعكس توجّهًا نحو خلق توازنات جديدة في فضاءات تشهد هشاشة أمنيّة وتنافسًا متزايدًا على النّفوذ.

وتوقّعت برافدا في ختام تقريرها أن يشكّل هذا اللّقاء دفعة جديدة لمسار الشّراكة المغربيّة الروسيّة، خاصّةً في ظل التّحدّيات التي تواجهها المنطقتان العربيّة والإفريقيّة، معتبرةً أنّ موسكو والرباط قد تتحوّلان إلى فاعليْن أكثر تأثيرًا في المعادلات الإقليمية المقبلة.