كشف تحقيق واسع النّطاق عن استخدام حيوانات منوية من متبرّع يحمل طفرة جينيّة تزيد من خطر الإصابة بالسّرطان، لإنجاب نحو 200 طفل في عدّة دول أوروبيّة، دون علم المتبرّع بذلك.
وأظهرت النّتائج أنّ الحيوانات المنوية لم تُوزّع على عيادات بالمملكة المتّحدة، لكنّها استُخدمت في علاج الخصوبة بعدّة عيادات بالدنمارك. وأشار التّحقيق إلى وفاة بعض الأطفال بالفعل، فيما من المتوقّع أن يصاب العديد ممّن يحملون الطّفرة بالسّرطان خلال حياتهم.
واعترف بنك الحيوانات المنوية الأوروبي في الدنمارك باستخدام هذه الحيوانات المنوية لمدّة تقارب 17 عاماً، وقدّم “أحر التّعازي” للعائلات المتضرّرة، مؤكّداً أنّه تمّ إبلاغ جميع النّساء المتلقّيات للعلاج.
وأُجريَ التّحقيق بمشاركة 14 هيئة بث عامّة، ضمن شبكة الصّحافة الاستقصائية الأوروبيّة، وتبيّن أنّ المتبرّع تلقّى أجراً مقابل التبرّع أثناء دراسته، واجتاز جميع الفحوصات الرّوتينية، لكنّه كان يحمل تغييرات في حمضه النّووي بنحو 20% من الحيوانات المنوية، ما أثّر على جين TP53 المسؤول عن منع تحوّل الخلايا إلى سرطانية، وهي الطّفرة المرتبطة بمتلازمة “لي-فراوميني”.
وتعني هذه المتلازمة أنّ الأطفال الذين أنجبهم المتبرّع سيحملون الطّفرة في جميع خلايا أجسامهم، ما يرفع خطر إصابتهم بالسّرطان إلى نحو 90% قبل سن الستّين، بما في ذلك سرطانات الدّماغ والثّدي والعظام وساركوما الأنسجة الرّخوة وأورام الطّفولة.
وأكّد البنك الأوروبي أنّه لا يمكن الكشف عن هذه الطّفرة بالفحوصات الرّوتينية، وأنّه أوقف المتبرّع فور اكتشاف الطّفرة. وأضاف التّحقيق أنّ الحيوانات المنوية استُخدمت في 67 عيادة خصوبة بـ14 دولة، ما يعني أنّ العدد الفعلي للأطفال المتأثّرين قد يكون أكبر من 197 شخصًا تمّ توثيقهم حتّى الآن.
وتعدّ متلازمة “لي-فراوميني” حالة نادرة، وفق المراكز الوطنية للصحّة الأمريكيّة، ويخضع المصابون لمتابعة طبيّة دقيقة للكشف المبكّر عن الأورام. وأشار الأطبّاء الأوروبيّون إلى خطورة الوضع سابقًا، موضّحين أنّه من بين 67 طفلاً معروفين تمّ فحصهم، تمّ اكتشاف 23 يحملون الطّفرة، وتشخيص 10 منهم بالسّرطان بالفعل.
هذا، وتسلّط هذه القضيّة الضّوء على الفجوات في أنظمة فحص التّبرّعات الحيوية بين الدّول، والتّحدّيات الأخلاقية المرتبطة بعلاجات الخصوبة عبر الحدود.




