يستعد الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، كاو كيم هورن، للقيام بزيارة رسميّة إلى المملكة المغربيّة ما بين 24 و26 يونيو الجاري، على رأس وفد من الأمانة العامّة للرّابطة، وذلك بدعوة من الحكومة المغربيّة في إطار ترسيخ التّعاون الثّنائي بين الجانبيْن.

وتكتسي هذه الزّيارة أهميّة خاصّة، كونها الأولى من نوعها منذ حصول المغرب على صفة “شريك الحوار القطاعي” لدى “آسيان” في صيف 2023، وهو الوضع الذي يُتيح للمملكة الانخراط في مشاريع تعاون متعدّدة القطاعات تشمل التّجارة والطّاقة والتّعليم والثّقافة والتّنمية المستدامة.

وسيُجري كاو كيم هورن لقاءات رفيعة المستوى في الرباط والدار البيضاء مع مسؤولين حكوميّين وفاعلين اقتصاديّين وأكاديميّين، إلى جانب محاضرة سيُلقيها في المعهد المغربي للتّكوين والبحث في الدّراسات الدّبلوماسيّة، بهدف تعزيز التّفاهم المشترك وتقوية الجسور بين المغرب ودول الرّابطة.

كما سيعقد المسؤول الآسيوي اجتماعًا مع لجنة “آسيان” المعتمدة في الرباط، حيث من المرتقب تبادل وجهات النّظر بشأن مسارات التّعاون المقبلة، خاصّةً في ظل تنامي رهانات التّكامل الإقليمي والانفتاح جنوب-جنوب.

وتندرج هذه الزّيارة، في سياق دينامية دبلوماسيّة مغربيّة موسّعة تسعى إلى تنويع الشّراكات خارج المحيط التّقليدي، وبناء علاقات استراتيجيّة مرنة مع تكتّلات دوليّة صاعدة، مثل “آسيان”، التي تُعد من أبرز القوى الاقتصاديّة الإقليميّة في العالم، وتضم عشر دول ذات ثِقل اقتصادي وجيوسياسي متزايد.

وتراهن الرباط على هذه الشّراكة لتقوية حضورها في الفضاء الآسيوي، والانخراط بشكل أكثر فعّالية في سلاسل القيمة العالميّة، مع الاستفادة من نماذج تنمويّة ناجحة لدول جنوب شرق آسيا في مجالات متعدّدة.