كشفت مصادر مطّلعة، أنّهُ تمّ فتح تحقيق سرّي مع ولاّة وعُمّال سابقين، ومن بين هؤلاء من اشتغل في عهد “إدريس البصري” و”أحمد الميداوي” و”إدريس جطّو” و”شكيب بنموسى” و”محمد حصاد”، لمعرفة مصدر الثّروة التي راكموها، والتي يتمُّ تبييضها -حسب ما ذكرته ذات المصادر- اليوم في مشاريع تُسندُ ملكيّتها لأبنائهم، أصهارهم أو لزوجاتهم.

وفي ملكية البعض من مسؤولي الإدارة التّرابية السّابقة، قبل فترة العهد الجديد، العديد من العقارات حصلوا عليها في عهد “السّيبة الإدارية” كما وصفته المصادر التي تناولت الموضوع، والتي قالت على حدّ تعبيرها أنّهُ تمّ حيازة هذه العقارات “بطرق مشبوهة” وفي مواقع استراتيجية سجّلوها في أسماء مقربين منهم، تماماً كما هو الأمر بالنّسبة إلى مسؤولين سابقين مرّوا من إقليم “الخميسات”.

و عمل عامل أسبق على الإقليم بنفسه، على حيازة ست قطع أرضية في تجزئة بجماعة “سيدي علال البحراوي”، المعروفة بتجزئة السعودي، شرع اليوم في إعادة بيعها بعدما ارتفعت قيمتها المالية، كما وضع كاتب عام سابق على اقليم سيدي قاسم، قطعتين أرضيتين للبيع، حازها بطريقة غير مشروعة من قبل منعش عقاري، سبق له أن حصل على رخصة استثناء.

وفي اقليم القنيطرة، يسابق والي سابق خرّيج إحدى الجامعات المغربية الزمن من أجل التخلص من ثلاث قطع أرضية في موقع فيلات، نالها في عهد ادريس الراضي، عندما كان يترأس المجلس الاقليمي.

وفي المدينة نفسها شيد وال معروف عمارة كبيرة، حوا أجزاءا منها الى مقهى فاخرة، و أكرى الطابق الأرضي لمؤسسة بنكية، و حصل على العديد من البقع الأرضية من مؤسسة العمران على عهد مديرها السابق محمد بوحدو.

و يتولى سمسار معروف بالقنيطرة اعادة بيع عشرات القطع الأرضية، التي حصل عليها عامل مازال يمارس مهامه، حصل عليها بدوره في عهد القيادي الدستوري ادريس الراضي، الذي أشرف على توزيع تجزئة المجلس الاقليمي قرب أحد الأسواق التجارية الكبرى.

بعض الولاّة و العمّال السابقين، الذين تمّ اشهار الورقة الحمراء في وجوههم من قبل الداخلية، تحوّلوا إلى منعشين عقاريين، حيثُ أسّسوا شركات للعقار والبناء و التّجهيز، و اختار آخرون العودة إلى مهنهم الأولى التي جاؤوا منها إلى الإدارة التّرابية، نظير التّدريس في الجامعات أو ممارسة المحاماة، أو الإلتحاق ببعض الوزارات والمؤسّسات العمومية.

إلى ذلك، رفض العديد من الولاّة و العُمّال المُحالين على التّقاعد، أو الذين طُردُوا من الإدارة التُّرابية لأسباب مختلفة، ممارسة أيّة مهنة جديدة، أو الانخراط في الاستثمار، خوفاً من جلب الأنظار إليهم، و جعلهم في مقدّمة اهتمام المتربّصين، بخُدّام الدّولة السّابقين.