حل رئيس الحكومة الإسبانية “بيدرو سانشيز”، اليوم الاثنين، بالعاصمة الرباط في زيارة هي الأولى من نوعها منذ تلقده المنصب في ماي 2017، عن الحزب الاشتراكي العالمي الإسباني.

من جانبها تباينت قراءات الصحافة الإسبانية لمدلول الزيارة التي تأتي أيام قبل دخول أطراف نزاع الصحراء وفي مقدمتهم المغرب، حواراً مباشراً بـ”جينيف” السويسرية، يومي الـ4 و الـ5 من ديسمبر المقبل.

مابين “السياسي” ، “الأمني” و “الإقتصادي” و حتى “الرياضي”، أخبار تايم تقرأ لكم ما بين السطور في هذه الزيارة التي تعتبر محطة هامة في العلاقة بين بوابة إفريقيا و مملكة شبه الجزيرة الإيبيرية.

المغرب ليس محطته الأولى .. هل يعني ذلك بالضرورة وجود “أزمة”؟

بعيد زيارته للمغرب اليوم يكون “سانشيز”، قد كسر التقليد الذي دأب عليه المسؤولون الإسبان قبل أكثر من ثلاثة عقود، حيث كان المغرب يمثل على الدوام أول وجهة لرؤساء الحكومات الجدد، منذ سنة 1983.

هل يعني ذلك وجود أزمة بين البلدين، ليس بالضبط، فسياسياً تقرأ الزيارة أفي إطار استمرار لعلاقات التفاهم بين “مدريد” و “الرباط”، الأولى التي تستمر في اتخاذ موقف الحياد الإيجابي من النزاع في الصحراء، عبر استمرار تشجيع مسار التسوية الأممي.

من جانبه ضغط “سانشيز” سابقاً في لقاء مع المستشارة أنجيلا ميركل، في اتجاه ضرورة عقد لقاءا مع المسؤولين المغاربة للخروج باتفاق يوقف تدفق الهجرة على أوروبا عبر بوابة المغرب.

ووزعت رئاسة حكومة مدريد برنامجا أمس الأحد يتضمن اللقاءات ومنها لقاء رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، في حين قد يستقبل الملك محمد السادس المسؤول الإسباني مساء بعد انتهاء برنامجه، خصوص و أن الأول (سانشيز) أعلن يوم الجمعة المنصرم، أنه طلب لقاء الملك محمد السادس، دون أن يتم تحديد موعد للقاء.

وعمليا، تأتي الزيارة في سياق الوضع السياسي الراهن في اسبانيا، و المتسم بالتوتر بسبب احتمال انتخابات سابقة لأوانها نظرا لعدم توفر الحكومة على أغلبية برلمانية مستقرة.

الإقتصاد هل يكون عصب العلاقات بين البلدين

لا شك أن إسبانيا ترغب اسبانيا في الاستمرار كشريك تجاري للمغرب أول للمغرب بدل فرنسا، لكن ما يعيق هذا التقارب المحتمل هو غياب رؤية اسبانية واضحة للمصالح مع المغرب، حيث تعتبر اسبانيا قريبة أكثر من مفاهيم دول العالم الثالث في سياستها الخارجية.

في ذات السياق ، أعلن رئيس الحكومة الإسبانية، في لقاء مع نظيره المغربي سعد الدين العثماني، اليوم الاثنين، عن عزم البلدين تنظيم منتدى اقتصادي مغربي إسباني العام المقبل.

تقارب بهواجس أمنية

في لقاء سابق بين قائدي البلدين، أكد الملك محمد السادس و فيليبي السادس، على ضرورة التعامل مع ملف الهجرة “بشكل شامل”، ليس فقط من زاوية أمنية بل أيضاً سياسيًا واجتماعيًا.

في هذا السياق تسعى الحكومة الإسبانية حسب ما أوردته “إلموندو” الإسبانية، إلى حث المغرب على رفع مراقبة سواحله لمنع قوارب الهجرة، إذ سجلت هذه السنة أعلى نسبة من وصول المهاجرين فاقت 50 ألف حتى منتصف الشهر الجاري، وهي الأعلى في تاريخ الهجرة منذ بدايتها في أواخر الثمانينات حتى الآن.

جهود ستقابل من الجانب الإسباني -حسب إلموندو دائماً- بتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع المغرب، كما ستستمر بالدفاع عن مطلب زيادة المساعدات المالية لضمان فاعلية جهود المغرب في مكافحة الهجرة غير النظامية، امام الإتحاد الأوروبي.

كرة القدم هل توحد الدولتين بحلول العام 2030؟

في سياق تعاطيها مع الزيارة “إلبايس”، أوردت نبأ اقتراح رئيس الحكومة الإسبانية، بصفة رسمية على المغرب تقديم ملف ترشح مشترك لتنظيم كأس العالم 2030.

المصدر ذاته، أن المصالح أصبحت واحدة في ظل تظافر الجهود، التي قد تعظم فرصة كسب شرف تنظيم بتنظيم البطولة، خاصة وأن مدريد باستطاعتها حشد أكبر عدد من أصوات على أصوات بلدان أمريكا اللاتينية وأوروبا، في حين يمكن للمغرب جذب الأفارقة والعرب.

الرؤية الإسبانية تستغل شغف المغرب و تطلعه للفوز بالتنظيم في أكثر من مناسبة، كان آخرها  في يونيو الماضي، حيث نافس ملف الولايات المتحدة والمكسيك وكندا 2026، الذي فاز بالمنافسة في نهاية المطاف.