أثار موقف أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضيّة الأوروبيّة، استياء حزب “فوكس” الإسباني اليميني المتطرّف، بعد تأكيدها على مواصلة التّعاون مع المغرب في مجال الهجرة، واصفةً المملكة بـ”الشّريك الموثوق والدّيناميكي”، معتبرةً أنّ هذا التّعاون “فعّال ومفيد للطّرفيْن”.
جاء ذلك في ردٍّ على رسالة وُجهت إلى النّائب الأوروبّي عن حزب “فوكس”، خورخي بوتشادي، الذي اتّهم المغرب مجدّدًا باستخدام ملف الهجرة كورقة ضغط على أوروبّا، مشيرًا إلى ما وصفه بـ”تقصير الرباط في التزاماتها”، رغم الدّعم المالي الأوروبّي الذي تجاوز 11,5 مليار يورو، بحسب تعبيره.
ورغم الإنتقادات التي أوردها النّائب، أكّدت فون دير لاين أنّ المفوضيّة الأوروبيّة ماضية في تعميق علاقاتها مع المغرب، خصوصًا في إطار “الميثاق الجديد من أجل المتوسّط”، الذي يركّز على ملفّات الهجرة والطّاقة والإستثمار والأمن، مشدّدةً على أنّ المغرب لا يزال يُمثّل شريكًا أساسيًّا في السّياسة المتوسّطيّة الأوروبيّة.
وعبّر حزب “فوكس” عن رفضه لِما وصفه بـ”تجاهل تحذيراته”، مهاجمًا استمرار دعم بروكسيل لشركاء “لا يحترمون سيادة الدّول الأوروبيّة”، في إشارةٍ إلى المواقف المغربيّة بشأن سبتة ومليلية والجزر المجاورة. كما طالب الحزب بفرض عقوبات اقتصاديّة وإلغاء اتّفاقيات التّعاون مع المغرب.
وتأتي هذه التّطوّرات في وقت تسعى فيه بروكسيل إلى تعزيز شراكتها مع الرباط، في ظل تحدّيات مشتركة متزايدة على مستوى المتوسّط، تشمل قضايا الهجرة غير النّظاميّة، وأمن الحدود، والإنتقال الطّاقي.