شهد ميناء الدار البيضاء، اليوم السبت، رسوّ حاملة المروحيّات البرمائيّة الفرنسيّة “تونير”، في محطّة توقّف تمتد حتّى 16 شتنبر الجاري، وذلك في إطار مهمّة بحريّة ستقودها لاحقًا إلى خليج غينيا.

وتُعد هذه الزّيارة فرصة استراتيجيّة لتعزيز التّعاون الثّنائي بين القوّات البحريّة المغربيّة والفرنسيّة، من خلال برنامج متنوّع يشمل تمارين تشغيل مشترك، وندوات تقنيّة، وزيارات ميدانيّة بين ضبّاط الجانبيْن.

الزّيارة تستضيف أيضًا دفعة سنة 2025 من برنامج SIREN للتّكوين البحري الإقليمي، والذي يضم 39 متدرّبًا من 21 دولة إفريقيّة وأوروبيّة، من بينهم مشاركون مغاربة. يركّز البرنامج على تطوير المهارات المرتبطة بأمن البحار، مثل مكافحة التّلوّث والقرصنة، والإنقاذ البحري، وتدبير الأزمات.

وقد نُظّم حفل استقبال رسمي على متن السّفينة، بمبادرة من السّفير الفرنسي بالمغرب، كريستوف لوكورتيي، وقائد السّفينة القبطان أرنو بوليلي، بحضور ممثّلين رفيعي المستوى من البحريّة الملكيّة المغربيّة. وأكّد لوكورتيي أنّ هذا التّوقّف يعكس دينامية الشّراكة الدّفاعيّة بين الرباط وباريس، لا سيما في مجالات التّكوين والجاهزيّة العملياتيّة.

من جهته، اعتبر قائد السّفينة أنّ هذه المحطّة تمثّل انطلاقة لمهمّة تمتد ثلاثة أشهر، وتشكّل مناسبة للتّنسيق مع الشّركاء المغاربة في إطار التّحضير لمناورات تشغيليّة مستقبليّة.

أمّا مدير أكاديمية SIREN، إيمانويل فينيه، فأشاد بجودة الشّراكة التي تجمع الأكاديمية بالمدرسة الملكيّة البحريّة في الدار البيضاء، معتبرًا أنّ التّكوين المشترك في قضايا الأمن البحري يشكّل أحد أعمدة التّعاون الإقليمي النّاجع.

وتُعد “تونير” من بين أكبر القطع البحريّة في الأسطول الفرنسي، وتتميّز بقدرات متعدّدة تشمل نقل القوّات والمعدّات، والعمل كمركز قيادة متنقّل، وتقديم خدمات طبيّة ميدانيّة متقدّمة، ممّا يجعلها عنصرًا محوريًّا في المهام البحريّة الدّوليّة.