خلّف السّياسي الإسباني اليساري والزّعيم السّابق لحزب بوديموس، بابلو إيغليسياس، موجة انتقادات واسعة بعد تصريحات وُصفت بـ”التّحريضية”، دعا فيها جبهة البوليساريو الانفصالية إلى تصعيد العمل العسكري ضد المغرب، وذلك عقب صدور القرار الأممي الأخير الذي جدد دعم المجتمع الدّولي لمقترح الحكم الذّاتي المغربي كحل واقعي للنّزاع الإقليمي المفتعل حول الصّحراء.
وجاءت تصريحات إيغليسياس، الذي شغل منصب النّائب الثاني لرئيس الحكومة الإسبانية ووزير الشّؤون الاجتماعية بين عاميْ 2020 و2021، خلال مشاركته في برنامج La Base على قناة La Red الإسبانية، حيث قال إنّ “الصحراويين لم يعودوا يملكون خياراً سوى الحرب المسلحة”، مدّعياً أنّ الجبهة “استنفدت كل الوسائل القانونية الدّولية دون جدوى”.
وأثارت هذه الدّعوة موجة استياء داخل الأوساط السّياسية والإعلامية في كلٍّ من إسبانيا والمغرب، إذ رأت فيها العديد من الأصوات عودةً إلى خطاب متجاوز يتناقض مع التّوجّهات الأممية والإقليمية الرّاهنة، ومع الموقف الرّسمي الإسباني الدّاعم لمبادرة الحكم الذّاتي التي اعتبرتها مدريد منذ 2022 “الخطّة الأكثر جدية وواقعية ومصداقية”.
وربطت وسائل إعلام إسبانية بين تصريحات إيغليسياس ومحاولاته استعادة الظّهور السّياسي بعد تراجع نفوذ حزبه بوديموس، مشيرةً إلى أنّ مواقفه “تعكس بقايا خطاب يساري متشدّد ظلّ يراوح مكانه منذ سبعينيات القرن الماضي”، في وقت تتّجه فيه العلاقات المغربية الإسبانية نحو مرحلة شراكة متقدّمة في مجالات الأمن والهجرة والطّاقة.
وتأتي هذه التّصريحات بعد أيّام قليلة من اعتماد مجلس الأمن القرار رقم 2797 في 31 أكتوبر 2025، الذي جدّد التّأكيد على أولويّة الحل السّياسي الواقعي والدّائم، وكرّس مبادرة الحكم الذّاتي المغربية كإطار جدّي لإنهاء النّزاع، داعياً جميع الأطراف إلى التّهدئة واستمرار المسار السّياسي برعاية الأمم المتّحدة.
ويرى مراقبون أنّ تصريحات إيغليسياس لا تعبّر عن توجّه رسمي داخل الحكومة الإسبانية، بقدر ما تعكس محاولة فرديّة لإحياء خطاب سياسي متجاوز، في وقت يواصل فيه المغرب تعزيز موقعه الدّولي كطرف أساسي في دعم الاستقرار الإقليمي.








