خلال ندوة صحفية عقدتها اليوم الثّلاثاء بمدينة المهن والكفاءات بالعيون، قدّمت المديرة العامّة لمكتب التّكوين المهني وإنعاش الشّغل، لبنى اطريشا، لمحة شاملة عن مستجدّات منظومة التّكوين المهني بالأقاليم الجنوبية للمملكة، في إطار الدّينامية التي أحدثها النّموذج التّنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2015.
وأكّدت السيّدة اطريشا أنّ التّكوين المهني أصبح جزءًا أساسيًا من هذا النّموذج، باعتباره رافعة لتعزيز التّشغيل وتثمين الرّأسمال البشري ودعم التّنافسية التّرابية، مع الإشارة إلى إطلاق جيل جديد من المشاريع المهيكلة في مختلف الجهات، منها المعاهد المتخصّصة للعيون وطرفاية والداخلة، ومؤخّرًا مدن المهن والكفاءات التي توفّر آلاف المقاعد البيداغوجية في اختصاصات متنوّعة تشمل الصّناعة والبناء والفندقة والسّياحة والتّسيير والطّاقة المتجدّدة.

وعرضت المسؤولة تفاصيل التّوسعات الأخيرة في معاهد بوجدور وطانطان وكلميم، موضّحةً أنّ قيمة الاستثمارات المخصّصة لهذه المشاريع بلغت 139.5 مليون درهم، في حين يقدّر الاعتماد المالي الإجمالي لمبادرة مدن المهن والكفاءات الثّلاث بـ 784 مليون درهم. ويستفيد من شبكة التّكوين المهني في الأقاليم الجنوبية 22 ألفًا و233 متدرّبًا ومتدرّبة، موزّعين على 16 مؤسّسة ومراكز خاصّة بالسّجون ومركز للأشخاص ذوي الإعاقة، ويشمل العرض 76 شعبة متوّجة بدبلوم و56 شعبة للتّأهيل المهني.
خلال النّدوة، تلقّت السيّدة اطريشا أسئلة من موفد منصّة “أخبار تايم“، أوّلها عن مستقبل التّكوين في المجال الإعلامي، حيث أكّدت أنّ الإعلام كشعبة أكاديمية نظرية لا يندرج ضمن اختصاصات التّكوين المهني، لكن المهن التّقنية المرتبطة به يمكن إحداثها بالعيون إذا توفّر الطّلب الموسمي.
وردًّا على إدراج الكفاءات المحلّية من جميع المجالات، شدّدت على أنّ المؤسّسة تعتمد الكفاءات المحلّية في مختلف التّخصّصات، مع اشتراط خبرة لا تقل عن خمس سنوات، وتراعي الانفتاح على الشّباب عبر آليات المباريات.
https://www.youtube.com/watch?v=qB2Nyh-qA48
وفي معرض ردّها على السّؤال المتعلّق بإمكانية الوصول إلى مستوى الإجازة المهنية ضمن منظومة التّكوين المهني، أوضحت المسؤولة أنّ “المنظومة شهدت ثلاث مراحل من التّطوّر: الجيل الأوّل للتّأهيل والتّقني، والجيل الثّاني للتّقني المتخصّص، والجيل الثّالث مع مدن المهن والكفاءات”، مضيفةً أنّ المؤسّسة “تنتظر التّصريحات الحكومية والاعتمادات اللّازمة لإطلاق مستويات الإجازة المهنية والماستر، علماً أنّ بعض التّكوينات الحالية تمتد على خمسة فصول دراسية”.
وخلصت اطريشا إلى أنّ هذه المشاريع الجديدة والجيل الثّالث من التّكوين المهني، تعكس رؤية استراتيجية للارتقاء بجودة التّكوين، وتدعم قابلية تشغيل الشّباب، وتستجيب لحاجيات التّنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية.
ويذكر أنّ مدينة المهن والكفاءات بالعيون، التي تمّ افتتاحها سنة 2022، توفّر حوالي 2000 مقعد بيداغوجي عبر 46 شعبة وسبعة أقطاب مهنية.








