فعّلت السّلطات المحلّية بمدينة فاس، ليلة الثّلاثاء–الأربعاء، حزمة من التّدابير الاستعجالية تنفيذاً لتعليمات ملكية سامية، بهدف مواكبة ضحايا فاجعة انهيار بنايتيْن سكنيّتيْن بحي المستقبل بالمسيرة، وتقديم الدّعم للنّاجين والمتضرّرين.
وبحسب معطيات محلّية، بادرت السّلطات إلى نقل الأسر التي نجت من الحادث، إلى جانب القاطنين بالمنازل المجاورة المتضرّرة، إلى أحد الفنادق وسط المدينة، حيث يجري التّكفّل الكامل بإقامتهم وتغذيتهم في انتظار إيجاد حلول سكنية مناسبة ودائمة، في إطار مقاربة إنسانية تستحضر حجم الخسائر التي خلّفها الانهيار.
كما جرى التّكفّل الشّامل بمراسيم دفن الضّحايا، بما في ذلك توفير الخيام ومستلزمات العزاء بمكان الفاجعة، وذلك لمواكبة العائلات المكلومة في هذا الظّرف الأليم. وامتدّ هذا الدّعم إلى أسر الضّحايا المنحدرين من جماعة تيسة بإقليم تاونات، حيث تمّ التّنسيق بين والي الجهة وعامل الإقليم لضمان التّكفّل بعمليّات الدّفن والعزاء في مسقط الرّأس.
وعلى المستوى الصحّي، نُقل المصابون إلى المركز الاستشفائي الجامعي بفاس، حيث عبّأت الأطقم الطبيّة مواردها لتقديم العلاجات الضّرورية تبعاً لخطورة الإصابات.
وبالتزامن مع الجانب الإنساني، فُتح بحث قضائي تحت إشراف النّيابة العامّة المختصّة لتحديد ملابسات الانهيار وترتيب المسؤوليات القانونية. كما انطلقت خبرة تقنية وإدارية يشرف عليها مكتب دراسات متخصّص، بهدف جمع المعطيات المرتبطة بطريقة تشييد البنايتيْن، وتحليل الأسباب المحتملة للسّقوط، وأي اختلالات محتملة في مساطر البناء والتّعمير.
وارتفعت حصيلة ضحايا الفاجعة، بعد انتهاء عمليّات رفع الأنقاض، إلى 22 وفاة و16 مصاباً بجروح متفاوتة الخطورة.




