شهدت عدّة مدن عربيّة، الجمعة، تظاهرات شعبيّة ضخمة للتّنديد بسياسات الحصار والتّجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على سكّان قطاع غزّة، في ظل استمرار العدوان الدّموي منذ أكثر من 21 شهراً، وسط دعوات دوليّة متزايدة لوقف الإبادة الجماعيّة التي تطال المدنيّين الفلسطينيّين دون هوادة.

ففي المغرب، جابت وقفات احتجاجيّة عشرات المدن، بدعوة من الهيئة المغربيّة لنصرة قضايا الأمّة، رافعةً شعار “لا للتّجويع، لا للحصار، لا للتّطبيع”، وسط مشاركة واسعة للمواطنين الذين رفعوا صورًا تجسّد معاناة سكّان القطاع ولافتات تطالب بوقف الجرائم المرتكبة، أبرزها: “فلسطين أمانة، والتّطبيع خيانة”.

وتزامن الحراك المغربي مع مسيرات حاشدة شهدتها العاصمة الموريتانيّة نواكشوط، رُفعت فيها الأعلام الموريتانيّة والفلسطينيّة، وصور لقادة بارزين في حركة حماس، وسط شعارات تصف تجويع غزّة بأنّه “جريمة حرب”، وتحمّل الولايات المتّحدة مسؤولية استمرار آلة القتل والحصار.

أمّا في اليمن، فقد خرج عشرات الآلاف في مظاهرات متفرّقة طالت 14 محافظة، استجابةً لدعوة أطلقها زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي، حيث عجّت “ساحة السّبعين” في صنعاء بالحشود، مردّدين هتافات مندّدة بالاحتلال الإسرائيلي والدّعم الأمريكي له، ومؤكّدين تضامنهم اللّامشروط مع أهالي غزّة.

وفي الجزائر، قُوبلت محاولات شعبيّة لتنظيم وقفات سلميّة بالتّضييق والمنع، حيث كشفت مصادر محليّة عن اعتقال العشرات ممّن حاولوا التّعبير عن تضامنهم عقب صلاة الجمعة في ساحة الشّهداء بالعاصمة، بينهم نجل عبد الرزاق مقري، الرّئيس السّابق لحركة مجتمع السّلم. واعتُبرت هذه الاعتقالات تعبيرًا عن مفارقة سياسيّة صارخة بين الخطاب الرّسمي المؤيّد للقضيّة الفلسطينيّة، والممارسات القمعيّة على الأرض.

يُشار إلى أنّ قطاع غزّة يشهد، منذ السّابع من أكتوبر 2023، عدوانًا إسرائيليًّا مدمّرًا أفضى إلى مقتل وإصابة أكثر من 203 آلاف فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال والنّساء، فضلًا عن فقدان الآلاف ومئات آلاف المهجّرين ومجاعة تهدّد حياة السكّان، في ظل تجاهل الاحتلال لأحكام محكمة العدل الدّوليّة والمجتمع الدّولي.