أثارت النّتائج البيولوجيّة التي كشفت عنها تقارير صحفيّة بريطانيّة، جدلاً واسعًا حول المشاركة النّسائيّة في الرّياضات الدّوليّة، وذلك بعد تسريب تقرير طبّي سرّي يُظهر أنّ “البطلة الجزائريّة” إيمان خليف، الحاصلة على الميدالية الذّهبيّة في أولمبياد باريس، تحمل كروموسومات ذكريّة.

وكشفت صحيفة التّلغراف، اِستنادًا إلى وثائق نشرها الصّحفي آلان أبراهامسون، أنّ نتائج فحص الكروموسومات الذي أُجريَ في مارس 2023 في نيودلهي أظهرت أنّ إيمان خليف تحمل نمط كروموسومي XY، وهو ما يعني تحديدًا وجود صفات ذكوريّة بيولوجيّة، ما يثير تساؤلات حول مدى أهليّة خليف للمنافسة ضمن فئة السيّدات في الملاكمة الدّوليّة.

وفي حين لم يصدر أي تأكيد رسمي مستقل عن صحّة هذه البيانات، فإنّ تسريبها أثار ضجّة كبيرة في الوسط الرّياضي، ممّا قد يدفع البطلة الجزائريّة لإعادة النّظر في مستقبلها الرّياضي إذا تأكّدت صحّة النّتائج.

ووفقًا للتّقرير الطبّي المسرّب، الذي يحمل ختم مختبر الدّكتور لال باث لابس الهندي المعتمد، فإنّ تحليل الكروموسومات كشف عن “نتائج غير طبيعيّة”، تعكس تعارضًا بين الهويّة البيولوجيّة للبطلة وفئة المنافسة.

تأتي هذه التّطوّرات في ظل انتقادات توجّه إلى اللّجنة الأولمبيّة الدّوليّة بسبب ما اعتُبر تجاهلًا للتّحذيرات المتعلّقة بهذه القضيّة قبل انطلاق أولمبياد باريس. في المقابل، ندّد رئيس اللّجنة، توماس باخ، بما وصفه بحملة تضليل إعلامي روسيّة تستهدف إيمان خليف، في ظل استمرار الضّغط على المؤسّسة الأولمبيّة لتوضيح موقفها.

من جهته، أكّد الإتّحاد العالمي للملاكمة، المعترف به حديثًا من قبل اللّجنة الأولمبيّة لتنظيم مسابقات بدءًا من 2028، أنّ تحديد الكروموسومات هو المعيار الأساسي في تحديد المشاركة ضمن الفئات الجنسيّة.

وفي ظل هذا الجدل، تواجه إيمان خليف تحدّيات كبيرة بين دعم من يؤكّدون هويّتها كامرأة، وانتقادات من بعض الجهات التي تطالب بحماية منافسات السيّدات من لاعبين يحملون كروموسومات غير XX، وسط مخاوف من وصم طبّي واجتماعي.