في التفاتة إنسانية تعبّر عن عمق العناية السامية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله لساكنة المناطق الجبلية المتضررة من موجات البرد القارس والتساقطات الثلجية، وتماشياً مع البرنامج الوطني لعملية “رعاية” برسم السنة الجارية، نظمت المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بورزازات، بشراكة مع عمالة الإقليم وعدد من المتدخلين المؤسساتيين والمدنيين، قافلة صحية متعددة التخصصات لفائدة ساكنة ودواوير جماعة تديلي، يوم الأربعاء 24 دجنبر 2025، وذلك بمقر الثانوية التأهيلية يوسف بن تاشفين.
وفي هذا السياق، وبتنزيل مباشر للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى ضمان ولوج متكافئ ومنتظم للخدمات الصحية لفائدة سكان المناطق المتضررة من قساوة المناخ، أشرفت المندوبية الإقليمية للصحة بورزازات، بقيادة الإطار مولاي السهيد المندوب الإقليمي المنحدر من الأقاليم الجنوبية للمملكة، على تعبئة الأطقم الصحية والتمريضية والإدارية واللوجيستية، بتنسيق وثيق مع عمالة إقليم ورزازات، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمكتب الإقليمي للهلال الأحمر المغربي، والخدمة الطبية الاستعجالية بالإقليم، والمجلس الإقليمي، وجماعة تديلي، إلى جانب المديرية الإقليمية للتربية الوطنية، وعدد من فعاليات المجتمع المدني.

وقد حظيت هذه المبادرة الصحية النبيلة بزيارة السيد عامل إقليم ورزازات، الذي تفقد عن قرب سير الخدمات الطبية المقدمة، رفقة السيد المندوب الإقليمي للصحة مولاي السهيد، وقائد قيادة جماعة تديلي والوفد المرافق لهما، حيث عبّر الجميع عن دعمهم المستمر لمثل هذه المبادرات التضامنية التي تعزز القرب الصحي وتكرس قيم التكافل الوطني.
أزيد من 4 آلاف تدخل صحي للقرب
وقد بلغ مجموع الخدمات الصحية المقدمة خلال هذه القافلة 3965 خدمة استفاد منها 1361 مواطناً ومواطنة، شملت فحوصات في عدة تخصصات، من بينها الطب العام (1300 مستفيد)، وقياس وتصحيح البصر (200 مستفيد)، وطب الأسنان (91 مستفيد)، وطب العيون (150 مستفيد)، وطب الجهاز الهضمي (48 مستفيد)، إضافة إلى فحوصات بالصدى لفائدة النساء الحوامل (36 مستفيدة)، وقياس نسبة السكري في الدم (1000 مستفيد)، فضلاً عن الكشف المبكر عن سرطاني الثدي وعنق الرحم (13 مستفيدة)، مع توزيع أدوية مجانية على المستفيدين.

كما عرفت القافلة تنظيم حصص تحسيسية حول الصحة الإنجابية، وأهمية المتابعة الطبية للحمل داخل مؤسسات الرعاية الصحية، إضافة إلى التوعية بسبل الوقاية من المخاطر الصحية المرتبطة بالظروف المناخية القاسية. وفي إطار الاستراتيجية الوطنية لمحاربة السيدا والأمراض المنقولة جنسياً، استفاد 227 مستفيداً من جلسات توعوية حول سبل الوقاية والحد من العدوى.
الصحة المدرسية في صلب التدخلات الفعالة
أما في الجانب الصحي المدرسي، فقد استفاد تلاميذ وتلميذات الثانوية التأهيلية يوسف بن تاشفين من خدمات طبية همّت العيون وصحة الفم والأسنان، إلى جانب ورشات للتربية الصحية داخل الوسط المدرسي.
وتندرج هذه القافلة في إطار تفعيل المخطط الإقليمي للتصدي لآثار موجة البرد، حيث أكدت المندوبية الإقليمية للصحة بورزازات – تحت إشراف مندوبها مولاي السهيد – حرصها على اعتماد مقاربة استباقية لضمان استمرارية الخدمات الصحية وتقريبها من الساكنة القروية والجبلية، عبر تعبئة جميع الموارد الطبية والتمريضية واللوجيستية اللازمة.

وتجسد هذه المبادرة البعد الإنساني والاجتماعي للسياسات الصحية الوطنية، كما تعكس روح التضامن والتآزر التي تميز المجتمع المغربي تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله







