وسط تزايد مؤشّرات التّوتّر بين طهران وتل أبيب، تتّجه منطقة الخليج نحو تصعيد بالغ الخطورة قد يُعيد رسم خارطة أمن الطّاقة في العالم. مضيق هرمز، الشّريان البحري الذي يمر عبره ما يقُارب ثلث صادرات النّفط العالميّة، بات اليوم تحت التّهديد المباشر في ظلّ تلويح إيران بإغلاقه كردٍّ على ضربات إسرائيليّة وصِفت بالدّقيقة والموجعة.

تهديد إيراني بإغلاق هرمز يُشعل أسواق الطّاقة
في تطوّر ينذر بعواقب اقتصاديّة واسعة النّطاق، ألمحت طهران بشكل غير مسبوق إلى إمكانية إغلاق مضيق هرمز، ما يُنذر بحدوث اختناق في الإمدادات النّفطيّة العالميّة. خبراء اقتصاديون حذّروا من أنّ أسعار النّفط قد تقفز إلى ما فوق 130 دولارًا للبرميل، وهو سيناريو يُهدّد بتفاقم التّضخّم العالمي وإرباك الأسواق.
ضغوط خانقة على الإقتصاد الإيراني
تُواجه إيران تحدّيات اقتصاديّة متراكمة، مع استمرار العقوبات الغربيّة وافتقارها لبدائل فاعلة في ظل تراجع صادراتها النّفطيّة التي تتراوح بين 1.6 و1.8 مليون برميل يوميًّا من أصل إنتاج يبلغ نحو 3.3 ملايين برميل. ويعني أي تعطيل لحركة التّصدير عبر هرمز ضربة موجعة لقدرة البلاد على الصّمود المالي.
إسرائيل تستهدف قلب البنية التّحتيّة الطّاقيّة
على الضفّة الأخرى، نفّذت إسرائيل ضربات مركّزة طالت مصافي نفط ومستودعات وقود إيرانيّة، بالإضافة إلى منشآت الغاز الطّبيعي، أبرزها حقل “بارس” العملاق. الخسائر قُدِّرت بأزيد من 12 مليون متر مكعّب من الغاز، ما يُمثّل نزيفًا مباشرًا في شريان الطّاقة الإيراني.
أمن الطّاقة العالمي بين الحرب الهُدنة
يرى محلّلون أنّ إسرائيل تسعى عبر هذا التّصعيد إلى إنهاك البنية الاقتصاديّة الإيرانيّة وزعزعة استقرارها الدّاخلي، في محاولة لإضعاف خيارات طهران العسكريّة وردعها عن أي مغامرة إقليميّة، بينما يبقى أمن الطّاقة العالمي معلّقًا على خيط رفيع بين الحرب والتّهدئة.