جدّد وزير الشّؤون الخارجيّة والتّعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، خلال اجتماع وزراء الخارجيّة العرب في دورته الـ164 بالقاهرة، التّأكيد على أنّ المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، يعتبر السّلام خيارًا استراتيجيًّا لا بديل عنه، مشدّدًا على ضرورة التّخلّي عن منطق إدارة الأزمات أمام الممارسات الإسرائيليّة المرفوضة.
وأوضح بوريطة أنّ المملكة ستواصل استثمار مكانتها الإقليميّة والدّوليّة لإيجاد الظّروف الملائمة للعودة إلى طاولة المفاوضات، باعتبارها السّبيل الوحيد لإنهاء النّزاع وتحقيق الاستقرار في منطقة الشّرق الأوسط. كما دعا إلى وقف فوري لإطلاق النّار، وفتح جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانيّة لتخفيف معاناة سكّان غزّة، وضمان عودة النّازحين والمهجّرين إلى منازلهم في ظروف آمنة.
وفي هذا السّياق، ذكّر الوزير بالتّوجيهات الملكيّة التي أسفرت مؤخّرًا عن إقامة جسر جوّي لنقل 300 طن من المواد الغذائيّة والطبيّة نحو غزّة، في خطوة إنسانيّة مباشرة وسريعة. كما أشار إلى الجهود المتواصلة لوكالة بيت مال القدس الشّريف، تحت إشراف الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، للحفاظ على الوضع التّاريخي والقانوني للمدينة المقدّسة ودعم صمود أهلها.
كما ثمّن بوريطة الزّخم الدّولي المتزايد نحو الاعتراف بالدّولة الفلسطينيّة ودعم حل الدّولتيْن، مبرزًا احتضان الرباط، في ماي الماضي، الاجتماع الخامس للتّحالف الدّولي من أجل هذا الحل، بشراكة مع هولندا، وما شكّله من مساهمة نوعيّة في مؤتمر نيويورك الدّولي.
ولم يفت الوزير التّطرّق إلى الملف السّوري، حيث أكّد أنّ إعادة فتح السّفارة المغربيّة في دمشق يعكس حرص الرباط على تقوية العلاقات الثّنائيّة، مجدّدًا دعم المغرب للتّوافق السّياسي الدّاخلي الذي يحفظ وحدة سوريا وأمنها.
وختم بوريطة مداخلته بتجديد التزام المغرب بالعمل العربي المشترك، داعيًا إلى تسريع إصلاح جامعة الدّول العربيّة لتضطلع بدورها كاملاً في تعزيز التضامن العربي، وتحصين المنطقة أمام التّحدّيات الدّوليّة الرّاهنة.