حلّ مسعد بولس، المستشار الرّئاسي الأمريكي المكلّف بشؤون إفريقيا والشّرق الأوسط، زيارة دبلوماسيّة إلى الجزائر، يوم الأحد 28 يوليوز 2025، في إطار جولة مغاربيّة تشمل المغرب، وسط توقّعات بفتح قنوات جديدة لتحريك جمود ملف الصّحراء المغربيّة.
الزّيارة، التي أكّدت السّفيرة الأمريكيّة في الجزائر، إليزابيث مور أوبين، أنّها تندرج ضمن “مناقشات استراتيجيّة لتعزيز الأولويّات المشتركة”، تأتي في توقيت إقليمي حسّاس، يتقاطع مع متغيّرات دوليّة تصب في صالح الموقف المغربي، وسط حديث متزايد عن دور أمريكي أكثر فعّالية تحت إدارة الرّئيس دونالد ترامب.
بولس، الذي يُعد أحد أكثر المقرّبين من الرّئيس الأميركي بصفته صهره ومستشاره الخاص، يُوصف اليوم بـ”الصّوت العربي” في البيت الأبيض، نظرًا لتأثيره المتزايد في صياغة مواقف الإدارة الأمريكيّة تجاه ملفّات الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعلى رأسها قضيّة الصّحراء المغربيّة.
وسبق لبولس أن جدّد، في أكثر من مناسبة، التزام واشنطن الصّريح بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبيّة، مؤكّدًا أنّ موقف بلاده “واضح ولا لبس فيه”، في إشارة إلى استمرار الاعتراف التّاريخي الصّادر عن ترامب في دجنبر 2020.
الرّهانات المرتبطة بهذه الزّيارة تتجاوز بعدها الرّمزي، إذ يُنظر إلى تحرّكات بولس كاختبار فعلي لمدى قدرة واشنطن على لعب دور الوسيط المؤثّر في نزاع الصّحراء، خصوصًا إذا ما نجح في كسر جمود الموقف الجزائري، الذي يُعد العقبة المركزيّة أمام أي اختراق سياسي حقيقي.
ويعزّز من هذه الإمكانيّة المسار المهني لبولس، الذي كان له دور بارز في إعادة ربط البيت الأبيض بالجاليات العربيّة والمسلمة خلال الانتخابات الأمريكيّة الأخيرة، ما منحه حضورًا خاصًّا في إدارة ترامب، وموقعًا تفاوضيًّا متقدّمًا في القضايا الإقليميّة الشّائكة.
وفي حال نجح بولس في هندسة مقاربة جديدة تُليّن المواقف المتشدّدة بالجزائر، فإنّ زيارته المرتقبة إلى الرباط قد تفتح صفحة جديدة في التّعاطي الأمريكي مع ملف الصّحراء، بما يُكرّس دور واشنطن كوسيط دولي وازن، بعد إخفاقات متتالية طالت مبعوثي الأمم المتّحدة وعددًا من الدّبلوماسيّين الأمريكيّين السّابقين.