في خطوة تعكس تحوّلًا استراتيجيًّا في سياستها الخارجيّة، تستعد كينيا لافتتاح أوّل سفارة لها في العاصمة المغربيّة الرباط، يوم الإثنين المقبل، بحضور وزير خارجيّتها، موساليا مودافادي، ونظيره المغربي ناصر بوريطة.
الزّيارة المرتقبة تُعد الأولى من نوعها لمسؤول كيني بهذا المستوى في سياق العلاقات الثّنائيّة، وتعكس تقاربًا متزايدًا بين الرباط ونيروبي، خصوصًا بعد قرار الرّئيس الكيني ويليام روتو تجميد الإعتراف بما يسمّى “الجمهوريّة الصّحراويّة”، في تطوّر بارز يُعيد رسم ملامح الموقف الكيني من ملف الصّحراء المغربيّة.
صحيفة The Eastleigh Voice الكينيّة، ربطت هذا الحدث الدّبلوماسي اللّافت بمضامين وثيقة السّياسة الخارجيّة الكينيّة لسنة 2025، التي خلت لأوّل مرّة من أي إشارة إلى “الصّحراء الغربيّة”، بعدما كانت تتضمّن سابقًا دعمًا صريحًا لما تصفه بـ”حق تقرير المصير”.
وتحدّثت تقارير محليّة، عن أنّ هذه الصّيغة الجديدة جاءت عقب توصية من لجنة الدّفاع والإستخبارات والعلاقات الخارجيّة بالبرلمان الكيني، والتي شدّدت على “الطّبيعة المتغيّرة للجيوسياسيّة” في المنطقة.
وكان ناصر بوريطة قد زار نيروبي في ماي 2024 ممثّلاً لجلالة الملك محمد السادس في قمّة إفريقيّة حول الأسمدة وصحّة التّربة، في مؤشّر إضافي على متانة العلاقات الثّنائيّة. كما تمّ تعيين جيسيكا موتوني غاكينيا أوّل سفيرة لكينيا في المغرب، وتسلّم بوريطة أوراق اعتمادها في غشت الماضي.
هذه التّحرّكات تؤكّد انخراط كينيا في رؤية أكثر واقعيّة إزّاء نزاع الصّحراء المفتعل، والتي تنسجم مع الدّينامية الإفريقيّة الدّاعمة لمقترح الحكم الذّاتي المغربي.