سارعت طرابلس إلى بعث رسالة خطيّة للملك محمد السّادس، بعد مُضي أقل من 24 ساعة على الإحتماع التّشاوري المغاربي الثُّلاثي، الذي دعا إليه الرّئيس التّونسي قيس سعيّد، وحضره أمس الإثنين في غياب للمملكة المغربيّة والجمهوريّة الإسلاميّة الموريتانيّة، كُل من الرّئيس الجزائري عبد المجيد تبّون ورئيس المجلس الرّئاسي اللّيبي محمد يونس المنفي.

ونقل هذه الرّسالة الخطيّة التي سارعت طرابلس إلى بعثها، مبعوث رئيس المجلس الرّئاسي في ليبيا، سامي المنفي، الذي أعرب عن تشبُّث بلاده بإحياء تكتُّل المغرب العربي، مُعتبرا أنّه الإطار الوحيد للدّول المغاربيّة التي تسعى إلى التّكامل، وكذا تحقيق طموحات الشّعوب في الإستقرار والرّفاهيّة بالمنطقة المغاربيّة.

واستقبل المبعوث الشّخصي لرئيس المجلس الرّئاسي في ليبيا، سامي المنفي، صباح أمس الإثنين بالرّباط، وزير الشّؤون الخارجيّة والتّعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وذلك بالمقر الرّئيسي للوزارة، قبل أن يتسلّم منه رسالة خطيّة بعث بها شقيقه محمد المنفي للملك محمد السادس، ولم يُكشف عن مضامينها خلال اللّقاء الصّحافي القصير، الذي تمّ نُظّم بمقر وزارة الخارجيّة المغربيّة.

واغتنم السّفير اللّيبي في الرباط، أبو بكر الطويل، فرصة حديثه أمام الصّحافة المغربيّة الحاضِرة، ليُثني على العلاقات المتميّزة والمتينة بين البلديْن، ملفِتا إلى أنّ هذه الزّيارة التي يقوم بها مبعوث الرّئيس اللّيبي وشقيقه سامي المنفي، هي بغرض تسليم رسالة خطيّة للملك محمد السّادس، في سياق العلاقات المتميّزة والمساعي الحثيثة لتعزيزها أكثر، والمزيد من تمتين الرّوابط بين البلديْن.

ولم يُفوّت المسؤول الدبلوماسي، في كلمته التي ردّدها بحضور شقيق الرّئيس اللّيبي، المناسبة لتجديد الشّكر باسم بلده للمغرب في شخص الملك محمد السادس، والدّبلوماسيّة المغربيّة في شخص ناصر بوريطة، على دعمهم اللوجيستيكي وكذلك الدّعم المعنوي، للوصول إلى كل الإتّفاقات التي تمّت بين البلديْن، وأهمُّها الإتّفاق السّياسي الذي تمّ في الصخيرات، ووقعه وفد المهمّة لدعم العمليّة السّياسيّة في ليبيا، مُفصِحا بالقول : “ممنونون دائما على دعم المغرب للقضيّة الليبيّة اِبتداءً من الصخيرات ومرورا ببوزنيقة ووصولا إلى طنجة ثم بوزنيقة مرّة أخرى وكل ما قدّمته المملكة لنا للوصول إلى هذا الكيان السّياسي الحالي”.

وأبرز أبو بكر الطويل، أنّ زيارة مبعوث الرّئيس اللّيبي وشقيقه سامي المنفي إلى المغرب، تأتي في إطار تعزيز ودعم اِتّحاد المغرب العربي، كإطار وحيد للدّول المغاربيّة السّاعية لتحقيق طموحات شعوب الدّول الخمسة الأعضاء، في التّنمية والإستقرار والرّفاهيّة.

وعلى لسان رئيس بلده محمد المنفي، نقل الدّبلوماسي اللّيبي، التّأكيد على دور المملكة المغربيّة كدولة فاعلة ومؤثرّة في الإتّحاد المغاربي، السّاعي للوصول إلى تنزيل وتحقيق هذا التّكتُّل والكيان السّياسي، المُترجِم لطموحات الشّعوب المغاربيّة كَكُل.

وبالنّظر إلى هذا الموقف الليبي الجديد، الذي جاء بعد أقل من 24 ساعة على اِنعقاد القمّة الثّلاثيّة التي جمعت ليبيا، تونس والجزائر، وانتهت بمُخرجات أكّدت من خلالها “على الأهميّة البالغة لتنظيم هذا اللّقاء والحفاظ على دوريّة اِنعقاده بالتّناوب بين الدّول الثّلاث للإرتقاء بالعلاقات الثّنائيّة المتميّزة التي تربط كل بلد بالآخر إلى مرحلة نوعيّة جديدة تتعدّى الإطار الثّنائي إلى التّفكير والعمل الجماعي”، (بالنّظر إلى ذلك) ستظل المملكة المغربيّة واضحة في علاقاتها مع دول المنطقة وغيرها من دول العالم، وستبقى حريصة على دعم كل خطوة جادّة لصالح الإتّحاد المغاربي الذي يسعُ الدّول الخمسة دون اِستثناء، في ترجمة صريحة للتّعاون وسياسة اليد الممدودة بكل مسؤوليّة.