في خطوة استراتيجيّة تعكس تعزيز القدرات العسكريّة للمملكة، نفّذ الجيش المغربي مناورات ميدانيّة باستخدام الذّخيرة الحيّة لصواريخ “هيمارس” الأمريكيّة المتطوّرة في محيط مدينة طانطان، وذلك ضمن فعّاليات التّمرين العسكري المشترك “الأسد الإفريقي“.
وأوضحت مصادر عسكريّة مغربيّة أنّ التّمرين لم يقتصر على التّدريبات النّظريّة، بل تضمّن إطلاقًا فعليًّا لصواريخ HIMARS، في إطار تعزيز القدرات الدّفاعيّة والهجوميّة للقوّات المسلّحة الملكيّة، والحفاظ على توازن ردع قوي في المنطقة، خصوصًا في ظل امتلاك الجزائر لمنظومة الصّواريخ الرّوسيّة S-400.
ويُعد المغرب أوّل دولة في شمال إفريقيا تُسخّر هذا النّظام الصّاروخي المتقدّم، وهو ما يميّز قدرات القوّات المسلّحة المغربيّة، حتّى مقارنةً بجارتيْها في الجنوب والشّمال، حيث أنّ إسبانيا، على سبيل المثال، لا تملك هذا النّظام.
ويتمتّع نظام “هيمارس” بخصائص متقدّمة تتيح له إطلاق ذخائر دقيقة المدى تصل إلى 80 كلم باستخدام الذّخيرة التّقليديّة، وما يصل إلى 350 كلم باستخدام الذّخائر التّكتيكيّة مثل صواريخ ATACMS، مع سرعة تشغيل تصل إلى 85 كلم في السّاعة، ويُشغّل بواسطة طاقم مكوّن من ثلاثة جنود فقط.
وشهدت التّدريبات مشاركة خبراء عسكريّين أمريكيّين أشرفوا على تكوين العناصر المغربيّة، بهدف ضمان الإستفادة القصوى من إمكانات النّظام الجديد، ورفع مستوى الجاهزيّة القتاليّة للقوّات المسلّحة في مواجهة التّحدّيات الأمنيّة المتزايدة في المنطقة.
تأتي هذه المناورات في ظل ظروف إقليميّة متوتّرة، حيث يمثّل التّوازن العسكري بين الدّول عنصرًا أساسيًّا لاستقرار الأمن الإقليمي، وهي رسالة واضحة للمحيط تؤكّد عزيمة المغرب على حماية أمنه الوطني والحفاظ على استقراره.