أجاب مدير مكتب الميزانية والتّخطيط بوزارة الخارجيّة الأمريكيّة دوغلاس بيتكين، ردّا على سؤال بخصوص إمكانية تمويل قنصليّة في الصّحراء، إنّ ذلك “لن يكون في الوقت الحالي”واستطرد “أعتقد أنّ بعض التّخطيط لا يزال مستمرّا للتّواجد المناسب، نظرا للظّروف الأمنيّة”، جاء ذلك في ندوة صحفية تلت عرض الميزانية في شقها المتعلق بالعمل الدبلوماسي.

يأتي ذلك، بعد سياق مرّ عليه أزيد من ثلاث سنوات على إعلان وانشطن عزمها فتح قنصليّة عامّة لها في مدينة الداخلة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، ومازال مصير هذه التّمثيليّة الدّبلوماسيّة مجهولا، رغم اِستمرار الإعتراف الثّابت للإدارة الأمريكيّة السّابقة في التّشبُّث بسيادة المغرب على صحرائه، الذي لازم الإدارة الحاليّة، وعلى ما يبدو أنّه تردُّد من إدارة بايدن للإقدام على هذه الخطوة المهمّة لشريك إستراتيجي بالنسبة لواشنطن بقيمة الرباط.

ووفق ما صرّح به دوغلاس، فإنّ “الولايات المتحدة الأمريكية لن تفتح قنصلية عامة لها في مدينة الداخلة بالأقاليم الصحراوية المغربية، خلال الولاية الحالية للرئيس جو بايدن”، وهو الأمر الذي أكدته وثيقة مشروع ميزانية عام 2025 التي خلت من أي مشروع لتدشين تمثيلية لواشنطن في مدينة الداخلة في الصحراء المغربية، على الرغم من أن الأمر مُضمن في الإعلان الرئاسي الذي وقعه الرئيس السابق دونالد ترامب في ديسمبر/كانون الأول من عام 2020.

وقرّرت إدارة بايدن الإستمرار في تأجيل ملف القنصليّة إلى أجل غير مسمّى، على الرغم من كونه جزءا من الإتّفاق الثّلاثي بين الولايات المتّحدة الأمريكيّة والمغرب وإسرائيل، الموقع أواخر عام 2020، والذي تضمّن اِستئناف العلاقات الدّبلوماسية بين المغرب وإسرائيل بعد 20 عاما على قطعها.

إتمام هذه الخطوة، سيكون رهينا بالإدارة المقبلة التي ستخرج إلى حيز الوجود بعد الإنتخابات الرّئاسيّة المُقرّرة في نوفمبر/ تشرين الثّاني من العام الجاري، ويُنتظر أن يتنافس الرّئيس الحالي بايدن، مرشّحا للحزب الدّيمقراطي، مع الرّئيس السّابق ترامب ممثّلا للحزب الجمهوري، بعدما اكتسح هذا الأخير الانتخابات التمهيدية وحسم نتائجها مبكرا لصالحه.

وبالرّجوع إلى الإعلان الموقّع من طرف، دونالد ترامب، بخصوص الصّحراء، والمنشور إلى الآن في المواقع الحكوميّة الأمريكيّة، نجد أنّه يتضمّن اِفتتاح القنصليّة في مدينة الدّاخلة في الصّحراء المغربيّة، حيث جاء فيه “أعلن الرئيس ترامب اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وكذلك نيتنا فتح قنصلية للولايات المتحدة في المنطقة”، وأضاف”يحث الرئيس ترامب جميع الأطراف على المشاركة البناءة مع الأمم المتحدة والنظر في طرق مبتكرة وحقيقية لدفع عملية السّلام إلى الأمام”.

وضمّت الوثيقة، أنّ الولايات المتحدة “تعتقد أن خطة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب هي الخيار الواقعي الوحيد لتحقيق حل عادل ودائم ومقبول للطرفين للنزاع حول الصحراء، وأن المغرب هو أحد أقدم وأقرب حلفاء الولايات المتحدة، وقد أكدت كل إدارة أمريكية منذ الرئيس كلينتون دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي”.