شهدت فعاليات النّدوة الفكريّة، التي نظّمها المكتب الجهوي للتّحالف المدني لحقوق الإنسان بـ”العيون”،  الخميس (11  أبريل) بمدينة “العيون”، تفاعلاً بارزاً مع موضوع الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بمخيّمات “تندوف”، وكذا شعار  “لا للإفلات من العقاب”، الذي رفعه المنظِّمون بحضور رّئيسِ المُنظّمة الحقوقيّة، و عَدَدٌ مِن تَمثيلياتِ مُختَلفِ الجهات الثّلاث للأقاليم الجنوبيّة.

 

مداخلات ساخنة،  اِستُهِلّت بكلمة رئيس المكتب الجهوي للتّحالف المدني لحقوق الإنسان بجهة “العيون الساقية الحمراء”؛ “لوشاعة أهراني”، الذي ميَّز عبرَها بين ما اعتبرهُ مُمارسةً للحقوق الأصيلة و الدِّفاع عنها، و بين التُّهمة الجاهزة المُتمثِّلة في “التَّخوين”، كُلّمَا تعلّقَ الأمرُ بملفات مُتفاقِمَة يُستعصى اِيجادُ حلُلٍ لها.

 

من جانه، اِستعرضَ  “د.عبد الرحمان بن دياب”؛ الرّئيس الوطني للهيئة الحقوقيّة، جُملةً من الأمثلة الحيّة التي تَعكِسُ الجانِب المُظلِم من ويلات التّغذيب في مخيّمات “تندوف”، بدءاً بالأوضاع المُزرية والمُتردِّية لحقوق الإنسان على الأراضي الجزائريّة، ثُمَّ تناوَلَ عدداً من المظاهِر السّوداويّة في حق الأطفال والنّساء في “تندوف”، التي تُبرِزُ -وبشكلٍ واضِحٍ- الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، علاوةً على الإختطاف والإحتجاز القسري للأبرياء، في مُقاربة حقوقيّة، أوضح من خلالها الدّكتور “بن دياب”، البُعد اللاّ إنساني لقيادة “البوليساريو”، قبلَ أن يَعْرُجَ إلى مسألة المُتاجرة في الأطفال وتجييشِهِم وحرمانِهِم من حقوقِهِم المشروعة، المُتمثِّلة في التمدرُس وحنان الأمومة والأبُوَّة.

 

 

مُستطرداً بعدها بالقول : أنّهُ “في الوقت الذي تُستغَلُّ فيه الطّفولة في ترسيخ العُنف والتّرهيب، يحظى آخرون بعطف الأم والأب ويستكملون نُمُوّهُم السّليم والصّحيح، بشكل لا يُسْهِمُ في بناء جيل مُنبني على العُنف والإرهاب”، ليختتِمَ الدّكتور “بن دياب” قولهُ، مُصرِّحاً بأنّ “المُساعدات المُخصّصة للأطفال والنّساء، من طرف المنظّمات الحكوميّة وغير الحكوميّة فضلاً عن مساهمات بعض الدُّول، يتِمُّ بيعُها من قِبَل قيادة جبهة البوليساريو، دون تقديمها لمُستحقّيها من الصّحراويّين المُحتجزين بمخيّمات تندوف”.