في خطوة تعكس موقفاً صارماً تجاه محاولات الالتفاف على السّيادة الوطنيّة، قامت السّلطات المغربيّة، يوم الثلاثاء، بترحيل ثلاثة إسبان — صحافيّان وناشط حقوقي — من مدينة العيون إلى أكادير، بعدما ثبت انخراطهم في أنشطة موالية لجبهة البوليساريو، تحت غطاء إعلامي وحقوقي.
ويتعلّق الأمر بكل من الصحافيّة ليونور سواريز، وأوسكار أييندي، مدير الموقع الرّقمي الإسباني “إل فاراديو”، والنّاشط راوول كوندي، المنتمي لمنظمة “كانتابريا من أجل الصّحراء”، المعروفة بدفاعها عن الطّرح الانفصالي، حيث تمّ توقيفهم من قِبل مصالح الأمن المغربيّة عند نقطة مراقبة بالعيون، ليُعلن عنهم “أشخاصاً غير مرغوب فيهم”، قبل أن يتم ترحيلهم بمواكبة أمنيّة مشدّدة نحو مدينة أكادير.
ووفقاً لتقارير صحفيّة إسبانيّة، فإنّ الأشخاص المرحّلين كانوا على اتّصال مباشر مع مجموعة “إيكيب ميديا”، التي تنشط إعلاميًّا لصالح البوليساريو، ما يعزّز الشّكوك حول أهدافهم السّياسيّة المبطّنة خلف ستار العمل الحقوقي.
المنظّمة الإسبانيّة التي ينتمي إليها النّشطاء الثّلاثة سارعت إلى إصدار بيان احتجّت فيه على ما أسمته “المضايقات”، متجاهلةً المعطيات التي كشفت تورّطهم في التّنسيق مع أطراف داعمة لأطروحات الانفصال.
وتعيد هذه الواقعة إلى الأذهان حادثة مشابهة جرت في مارس الماضي، حين منعت الرباط دخول وفد إسباني آخر بدعوى نشاطه الحقوقي، قبل أن تكشف تصريحات أعضائه لاحقاً عن أجندة سياسيّة واضحة العداء للوحدة التّرابيّة للمملكة المغربيّة.
وفي هذا السّياق، سبق لوزير الخارجيّة المغربي، ناصر بوريطة، أن شدّد على أنّ المملكة لن تتسامح مع أي محاولات للمساس بسيادتها، مؤكّداً أنّ أبواب الصّحراء تظل مفتوحة لكل من يلتزم بالقانون، فيما يُواجه كل تجاوز بالحزم اللّازم.