أجرى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الإثنين بالرباط، مباحثات ثنائيّة مع الوزير الأوّل لمملكة بلجيكا، ألكسندر ديكرو Alexander De Croo، الذي يقوم بزيارة عمل إلى المغرب، في إطار أشغال الدّورة الثّالثة للّجنة العُليا المُختلطة للشّراكة المغربيّة البلجيكيّة.

وحضر هذه المباحثات، كل من وزير الشّؤون الخارجيّة والتّعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيّد ناصر بوريطة، ووزيرة الشّؤون الخارجيّة والشّؤون الأوروبيّة والتّجارة الخارجيّة والمؤسّسات الثّقافيّة الفيدراليّة لمملكة بلجيكا، السيدّة حجّة لحبيب، كما عبّر الطرفان عن اِرتياحهما لمتانة العلاقات الثّنائيّة بين البلدين، والتّطوّر النّوعي الذي شهدته خلال السّنوات الأخيرة، وذلك في أفق إرساء شراكة اِستراتيجيّة تستجيب لتطلُّعات المملكتيْن، برعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وجلالة الملك فيليب.

وبحث الطّرفان، خلال نفس اللّقاء، عن السُّبل الكفيلة بتعزيز الشّراكة بين الرّباط وبروكسيل، والعمل على إعطائها نفسا متجدّدا، يرقى إلى أواصر الصّداقة التّاريخيّة المتميّزة، ويستثمر الفرص والإمكانيّات الهامّة التي تتمتّعُ بها الدّولتين.

وأثناء هذه المُباحثات، وفي ما يتعلّقُ بالوضع الإقليمي للمنطقة المغاربيّة، جدّد المغرب وبلجيكا، التّأكيد على تشبُّثِهما الرّاسخ بسيادة واستقلال ليبيا وبوحدتها التّرابيّة والوطنيّة.

ولقد جاء هذا التّأكيد، ضمن الإعلان المشترك الذي اِعتُمد عقب الإجتماع الثّالث للّجنة العُليا المُشتركة للشّراكة المغرب-بلجيكا، المُنعقد تحت الرّئاسة المُشتركة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، والوزير الأوّل البلجيكي ألكساندر دي كرو.

وذكّر رئيسا الحكومتيْن في هذا الإعلان، بالدّور المحوري للأمم المتّحدة في تسهيل مسلسل سياسي دامج يقوده اللّيبيّون، ويُترجَم بتنظيم اِنتخابات رئاسيّة وتشريعيّة بـ”ليبيا”.

وفي هذا الصدد، نوّهَ الجانب البلجيكي بجهود المغرب لتسوية الأزمة اللّيبيّة، لاسيما عبر اِحتضانه في الفترة ما بين 22 ماي و7 يونيو 2023، لإجتماعات اللّجنة المشتركة “6 + 6” المكلّفة بإعداد القوانين الإنتخابيّة اللّيبيّة في إطار مسلسل الحوار الذي ترعاه الأمم المتّحدة.

وتضمّن الإعلان المُشترك، كذلك، أنّ البلديْن يتقاسمان الهدف الإستراتيجي نفسه، والمتمثل في المساهمة في تعزيز السّلام والأمن والتّنمية في المنطقة الأورو -إفريقيّة، وأنّ الجانبيْن يُجدّدان التّأكيد على اِلتزامهما بالعمل من أجل تعزيز السّلم والأمن والتّنمية لفائدة شعوب منطقة السّاحل.

وفي ما يتعلّق براهنيّة الوضع في الشّرق الأوسط، أدان المغرب وبلجيكا معا، الهجمات التي تستهدف المدنيّين، وأعربا عن اِنشغالِهِما البالغ بالوضع في “غزّة”، إذ يدعوان إلى وقف فوري و شامل ومستدام لإطلاق النّار في القطاع. كما أنّ البلدان، يؤكّدان على ضرورة التّقيُّد بقرار مجلس الأمن رقم 2728 لـ 25 مارس 2024، مع السّماح بوصول المُساعدات الإنسانيّة عبر كافّة المعابِر، بلا عراقيل، لكل مناطق قطاع “غزّة”.

وفيما عبّر البلدان في هذا الصدد عن رفضهما لكل محاولة للتّهجير القسري للسّكّان المدنيّين من الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة، عبّر الطّرفان، أيضا، عن اِنشغالهما العميق بشأن تداعيات الحرب بأوكرانيا، لاسيما في ما يتّصل بتفاقم الأزمة الإنسانيّة، والغذائيّة والطّاقيّة العالميّة.

وبينما اِتّفقا على العمل من أجل الحفاظ على اِستقرار واِستمراريّة الشّراكة الاستراتيجيّة بين المغرب والإتّحاد الأوروبّي، أكّد المغرب وبلجيكا، مُجدّدا، على مركزيّة الشّراكة التّاريخيّة والمتميّزة بين المملكة المغربيّة والإتّحاد الأوروبّي.

وجدّد البلدان ضمن الإعلان المُشترك، التّأكيد على عزمهما لمواصلة الجهود في مجال الدّفاع عن حقوق الإنّسان والنّهوض بها، وتعزيز التّشاور حول القضايا ذات الصّلة بالدّفاع عن حقوق الإنسان، والنّظر في إمكانيّة تنظيم مُشترك لتظاهُرات داخل المحافل مُتعدّدة الأطراف المُواتية، وذلك اِعتباراً لتواجُدِهِما معاً في مجلس حقوق الإنسان، التّابع للأمم المُتّحدة.